ومكروهًا له تعالى ما دام منهيًا عنه منه تعالى. والقائلون بالحسن والقبح العقليين من المعتزلة يقرون بأنهما يختلفان باختلاف الأشخاص والأوقات والأحوال، وبهذا التوجيه ينتفي اجتماع الضدين؛ لأن الوقت الذي يكون فيه الفعل حسنا غير الوقت الذي يكون فيه ذلك الفعل قبيحا؛ فلم يجتمع الحسن والقبح في وقت واحد على فعل واحد (?).

الشبهة السابعة: يقولون إن التوراة التي أنزلها الله على موسى، لم تزل محفوظة لدينا منقولة بالتواتر فيما بيننا وقد جاء فيها: (هذه شريعة مؤبدة ما دامت السموات والأرض).

وجاء فيها أيضًا، (الزموا يوم السبت أبدًا) وذلك يفيد امتناع النسخ؛ لأن نسخ شيء من أحكام التوراة لا سيما تعظيم يوم السبت إبطال لما هو من عنده تعالى.

والجواب على هذه الشبهة من هذه الوجوه

الوجه الأول: هذا الخبر المنقول عن موسى - عليه السلام - لا يصح.

قال ابن الجوزي: وأما دعوى من ادعى أن موسى - عليه السلام - أخبر أن شريعته لا تنسخ فمحال ويقال: إن ابن الراوندي (?) علَّمهم أن يقولوا: إن موسى قال: لا نبي بعدي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015