بقوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (?) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} فإذا كان كلامه وحيا من عند الله عز وجل، والقرآن وحي، فنسخ الوحي بالوحي جائز؛ لأن كل ذلك سواء في أنه وحي (?).
قال الشوكاني: ولا يخفاك أن السنة شرع من الله - عز وجل - كما أن الكتاب شرع منه سبحانه، وقد قال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} وأمر سبحانه باتباع رسوله في غير موضع في القرآن فهذا بمجرده يدل على أن السنة الثابتة عنه ثبوتًا على حد ثبوت الكتاب العزيز حكمها حكم القرآن في النسخ وغيره، وليس في العقل ما يمنع من ذلك ولا في الشرع. (?)
المسألة الثانية: نسخ السنة بالقرآن.
ذهب جمهور الأصوليين إلى أنه يجوز نسخ السنة بالقرآن. (?)
وذهب الإمام الشافعي في رواية إلى أن السنة لا تنسخ بالقرآن، حيث قال في باب ابتداء الناسخ والمنسوخ: (لا يَنْسخ كتابَ الله إلا كتابُه كما كان المبتدئ لفرضه فهو المُزيلُ المثبت لِما شاء منه جل ثناؤه ولا يكون ذلك لأحد من خلقه) (?).
وبهذا الكلام أخذ من نقل عن الشافعي أن السنة لا تنسخ بالكتاب. (?)