الوجه الرابع: التعريف ببحيرى فما كتب التاريخ مع العلم بأن الروايات التي ذكرت اسمه ضعيفة.
فوجود اسمه في كتب التاريخ ليس شرطًا في صحة وجوده عند التحقيق العلمي.
قال ابن حجر: بحيرى الراهب ذكره ابن منده، وتبعه أبو نعيم وقصته معروفة في المغازي وما أدري أدرك البعثة أم لا؟ وقد وقع في بعض السير عن الزهري أنه كان من يهود تيماء وفي "مروج الذهب" للمسعودي أنه كان نصرانيًا من عبد القيس يقال له جرجيس. (?)
قال ابن كثير: قصة بحيرى حكى السهيلي عن سِير الزهري أن بحيرى كان حبرًا من أحبار يهود، قلت: والذي يظهر من سياق القصة أنه كان راهبًا نصرانيًا.
وعن المسعودي أنه كان من عبد القيس وكان اسمه جرجيس. وفي كتاب المعارف لابن قتيبة: سُمع هاتف في الجاهلية قبل الإسلام بقليل يهتف ويقول: ألا إن خير أهل الأرض ثلاثة، بحيرى، ورئاب بن البراء الشني، والثالث المنتظر وكان الثالث المنتظر هو الرسول - صلى الله عليه وسلم -. (?)
فإن كان هناك روايات صريحة أن ورقة بن نوفل كان نصرانيًا، لكن ليس هناك أدلة يقينية على أن بحيرى كان نصرانيًا، بل كل ما ورد أنه إما يهوديًا أو نصرانيًا، فقد اختلف العلماء في نصرانيته.
الوجه الخامس: بحيرى ليس من الصحابة.
قال ابن حجر: وإنما ذكرته في هذا القسم - أي من كتاب الإصابة في معرفة الصحابة - لأن تعريف الصحابي لا ينطبق عليه وهو: مسلمٌ لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - مؤمنًا به ومات على ذلك. فقولنا: مسلم، يخرج من لقيه مؤمنًا به قبل أن يبعث كهذا الرجل والله أعلم. (?)
الوجه السادس: تضعيف من ظن أن لبحيري أحاديث سمعها من النبي - صلى الله عليه وسلم -:
قال بحيرى الراهب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا شرب الرجلُ كأسًا من خمر. . .". (?)