مثال: عن المسيب قال: لما حضر أبا طالب الوفاة دخل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده أبو جهل وعبد الله بن أمية فقال: أي عم قل لا إله إلا الله أُحاجُّ لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزالا يكلمانه حتى قال: هو على ملة عبد المطلب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لأستغفرن لك ما لم أنه عنه، فنزلت {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى} [التوبة: 113] (?).
وعن علي - رضي الله عنه - قال: سمعت رجلًا يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت: تستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك، فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت (?).
فنجمع بين هذه الأحاديث بتعدد النزول (?).
المسألة السابعة: قد يكون في إحدى القصتين (فتلا) فَيَهِمُ الراوي فيقول (فنزل)، أو تكون بلفظ (فقرأ) وتأتي في الرواية الأخري (فنزل).
مثال: عن ابن عباس قال: مر يهودي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السموات على ذه، والأرضين على ذه، والماء على ذه، والجبال على ذه، وسائر الخلق على ذه؟ فأنزل الله {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91] (?).
والحديث في الصحيح بلفظ: (فتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) وهو الصواب فإن الآية مكية (?).
وهذا الحديث عند البخاري بلفظ: (فقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
الوجه الثالث: فوائد معرفة أسباب النزول.
قال الزرقاني: لأسباب النزول فوائد متعددة لا فائدة واحدة، ومن تلك الفوائد: