الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)} [الإسراء: 85] (?).

وعن ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَتْ قُرَيْش لِيَهُودَ أَعْطُونَا شَيْئًا نَسْأَلُ هَذَا الرَّجُلَ! فقالوا: سلوه عن الروح، فسألوه فَأَنْزَلَ الله {وَيَسْأَلُونَكَ. . .} (?).

فهذا يقتضي أنها نزلت بمكة والأول خلافه، وقد رجح بأن ما رواه البخاري أصح من غيره وبأن ابن مسعود كان حاضر القصة (?).

المسألة الخامسة: أن يكون نزولها عقيب السببين أو الأسباب المذكورة، بشرط ألا تكون معلومة التباعد:

مثال: عن ابن عباس أن هلال ابن أمية قذف امرأته عند النبي - صلى الله عليه وسلم - بشريك بن سحماء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "البينة أو حَدٌّ في ظهرك، فقال: يا رسول الله، إذا رأى أحدنا مع امرأته رجلًا ينطلق يلتمس البينة؟ فأنزل عليه {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} حتى بلغ {إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} [النور: 9] " (?).

وعن سهل بن سعد قال جاء عويمر إلى عاصم بن عدي فقال: اسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أرأيت رجلًا وجد مع امرأته رجلًا فقتله أيقتل به أم كيف يصنع؟ فسأل عاصم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فغاب السائل، فأخبر عاصم عويمرًا فقال: والله لآتين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسألنه، فأتاه فقال: أنه قد أنزل فيك وفي صاحبتك قرآن. . . . الحديث) (?)، فجمع بينهما بأن أول من وقع له ذلك هلال وصادف مجيء عويمر أيضًا فنزلت في شأنهما معًا (?).

المسألة السادسة: تعدد النزول.

ألا يمكن نزولها عقيب السببين أو الأسباب المذكورة فيحمل على تعدد النزول وتكرره:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015