1 - إثبات التحريف بالزيادة:

ما ورد في قصة شفاء المسيح - عليه السلام - للرجل المجنون، فيلاحظ أن هذه القصة وردت بنفس التفاصيل في مرقس وفي لوقا وفي متّى، إلا أن متّى قد زاد فيها، فجعل بدلًا من كونه مجنونًا واحدًا فقد ضاعفه إلى اثنين. وفيما يلي نص هذه الشواهد:

مرقس (5/ 2): وَلمَّا خَرَجَ مِنَ السَّفِينَةِ لِلْوَقْتِ اسْتَقْبَلَهُ مِنَ الْقُبُورِ إِنْسَانٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ، كَانَ مَسْكَنُهُ فِي الْقُبُورِ، وَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يَرْبِطَهُ وَلَا بِسَلَاسِلَ.

(لوقا 8/ 27): وَلمَّا خَرَجَ إِلَى الأَرْضِ اسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ كَانَ فِيهِ شَيَاطِينُ مُنْذُ زَمَانٍ طَوِيل، وَكَانَ لَا يَلْبَسُ ثَوْبًا، وَلَا يُقِيمُ فِي بَيْتٍ، بَلْ فِي الْقُبُورِ.

(متى 8/ 28): وَلمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ، اسْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ خَارِجَانِ مِنَ الْقُبُورِ هَائِجَانِ جِدًّا، حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ الطَّرِيقِ.

وفي قصة الأعمى الذي طلب الشفاء فشُفي وعاد إليه بصره، وقد تكررت هذه القصة في كل من مرقس ولوقا ومتّى، ولكن متّى قد زاد العدد، فجعل بدلًا من الأعمى الواحد أعميين اثنين، وهذه هي النصوص:

(مرقس 10/ 46): وَجَاءُوا إِلَى أَرِيحَا. وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحَا مَعَ تَلَامِيذِهِ وَجَمْعٍ غَفِيرٍ، كَانَ بَارْتِيمَاوُسُ الأَعْمَى ابْنُ تِيمَاوُسَ جَالِسًا عَلَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي.

(لوقا 18/ 35): وَلمَّا اقْتَرَبَ مِنْ أَرِيحَا كَانَ أَعْمَى جَالِسًا علَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي.

(متى 20/ 29): وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ مِنْ أَرِيحَا تَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ، وَإِذَا أَعْمَيَانِ جَالِسَانِ عَلَى الطَّرِيقِ.

وعندما سأل المسيح التلاميذ عن الكيفية التي يعرّفون الناس به اختلفت الألفاظ بالزيادة، وإليك النصوص:

(مرقس 8/ 30: 27): ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلامِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلَامِيذَهُ قَائِلًا لَهُمْ: "مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟ " فَأَجَابُوا: "يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ. وَآخَرُونَ: إِيلِيَّا. وَآخَرُونَ: وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ". فَقَالَ لَهُمْ: "وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أنا؟ " فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: "أَنْتَ الْمَسِيحُ! " فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لَا يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015