سَفَرٍ فَعِدَّةٌ} حتى بين لهم بقوله: (من الفجر) ولم يشكل عليه ولا غيره قوله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} وأمثالها من آيات الصفات.

وأشكل على عمر بن الخطاب آية الكلالة، ولم يشكل عليه أول الحديد، وآخر الحشر، وأول سورة طه، ونحوها من آيات الصفات. (?)

الوجه الثاني: طرق دفع الإشكال عن آيات القرآن الكريم.

الأول: تحرير وجه الإشكال:

إن أول أمر ينبغي أن يسلكه من استشكل عليه آية أن يقف على السبب الذي استشكلت الآية لأجله، ثم يحرره، وذلك بالتعرف على سبب وروده على الآية، وجعلها مشكلة؛ فإذا تبين أن الآية مشكلة فعلًا، بحثنا عن الطريق التي يدفع بها هذا الإشكال. (?)

الثاني: معرفة سبب النزول:

فمعرفة سبب النزول يعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب (?) والوقوف على المعنى يزيل الإشكال (?)، والجهل بأسباب التنزيل موقع في الشُبه والإشكالات ومُورِدٌ للنصوص الظاهرة مَورِدَ الإجمال حتى يقع الاختلاف، وذلك مظنة وقوع النزاع، ويوضح هذا المعنى ما روي أبو عبيد عن إبراهيم التيمي قال: خلا عمر ذات يوم فجعل يحدث نفسه: "كيف تختلف هذه الأمة، ونبيها واحد، وقبلتها واحدة؟ فقال ابن عباس: إنا أُنزل علينا القرآن، فقرأناه، وعلمنا فيما نزل، وأنه سيكون بعدنا أقوامٌ، يقرؤن القرآن، ولا يدرون فيما نزل، فيكون لهم فيه رأي، فإذا كان لهم فيه رأي اختلفوا، فإذا اختلفوا اقتتلوا. قال: فزجره عمر وانتهره، فانصرف ابن عباس، ونظر عمر فيما قال، فعرفه فأرسل إليه، فقال: أعد عليّ ما قلت، فأعاده عليه، فعرف عمر قوله وأعجبه. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015