فلا يصدقان على الروح ويصدقان على النبي المبشر به بلا تكلُّف.

خامسًا: أن عيسى - عليه السلام - قال: "وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ."

ولم يثبت في رسالة من رسائل العهد الجديد، أن الحواريين كانوا قد نسوا ما قاله عيسى - عليه السلام -، وهذا الروح النازل يوم الدار ذكرهم إياه.

سادسًا: أن عيسى - عليه السلام - قال: "وَقُلْتُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ، حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ."

وهذا يدل على أن المراد به ليس الروح لأنك قد عرفت في الأمر الأول أنه ما كان عدم الإيمان مظنونًا منهم وقت نزوله؛ بل لا مجال للاستبعاد أيضًا، فلا حاجة إلى هذا القول، وليس من شأن الحكيم العاقل أن يتكلم بكلام فضول فضلًا عن شأن النبي العظيم الشأن. فلو أردنا به النبي المبشر به يكون هذا الكلام في محله، وفي غاية الاستحسان لأجل التأكيد مرةً ثانيةً.

سابعًا: أن عيسى - عليه السلام - قال: "فَهُوَ يَشْهَدُ لِي" وهذا الروح ما شهد لأجله بين يدي أحد؛ لأن تلاميذه الذين نزل عليهم ما كانوا محتاجين إلى الشهادة؛ لأنهم كانوا يعرفون المسيح حق المعرفة قبل نزوله أيضًا، فلا فائدة للشهادة بين أيديهم، والمنكرون الذين كانوا محتاجين للشهادة، فهذا الروح ما شهد بين أيديهم بخلاف محمد - صلى الله عليه وسلم - فإنه شهد لأجل المسيح - عليه السلام -، وصدقه، وبرأه عن ادعاء الألوهية الذي هو أشد أنواع الكفر والضلال، وبرأ أمه عن تهمة الزنا، وجاء ذكر براءتهما في القرآن في مواضع متعددة (?)، وفي الأحاديث في مواضع غير محصورة.

ثامنًا: أن عيسى - عليه السلام - قال: "وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الابْتِدَاءِ."

وهذه الآية في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1816 هكذا: (وتشهدون أنتم أيضًا لأنكم كنتم معي من الابتداء). فيوجد في هذه التراجم لفظ أيضًا، وكذلك يوجد اللفظ في طبعة سنة 1825 م وسنة 1826 م وسنة 1865 م و 1970 م و 1971 و 1976 و 1983 م

طور بواسطة نورين ميديا © 2015