وبيّن ذلك بأدلة من نصوص الأناجيل وقواميس اللغة اليونانية.
4 - ذكر الأستاذ عبد الوهّاب النجار في كتابه "قصص الأنبياء" أنه كان في سنة 1894 م زميل دراسة اللغة العربية للمستشرق الإيطالي. (كارلو نالينو) وقد سأله النجار في ليلة 27: 7: 1311 هـ ما معنى: (بيريكلتوس)؟ . فأجابه قائلًا: إن القسس يقولون إن هذه الكلمة معناها: (المعزي). فقال النجار: إني أسأل الدكتور كارلونالينو الحاصل على الدكتوراه في آداب اليهود باللغة اليونانية القديمة. ولست أسأل قسيسًا. فقال: إن معناها: "الذي له حمد كثير". فقال النجار: هل ذلك يوافق أفعل التفضيل من حمد؟ فقال الدكتور: نعم. فقال النجار: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أسمائه (أحمد) فقال الدكتور: يا أخي أنت تحفظ كثيرًا ثم افترقا. (?)
ثانيًا: أن عيسى - عليه السلام - قال أولًا: "15 "إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ" ثم أخبر عن معزي (فارقليط). فمقصوده - عليه السلام -، أن يعتقد السامعون بأن ما يلقى عليهم يعد ضروري واجب الرعاية، فلو كان فارقليط عبارة عن الروح النازل يوم الدار لما كانت الحاجة إلى هذه الفقرة؛ لأنه ما كان مظنونًا أن يستبعد الحواريون نزول الروح عليهم مرة أخرى؛ لأنهم كانوا مستفيضين به من قبل أيضًا؛ بل لا مجال للاستبعاد أيضًا؛ لأنه إذا نزل على قلب أحد وحل فيه يظهر أثره لا محالة ظهورًا بينًا، فلا يتصوّر إنكار المتأثر منه، وليس ظهوره عندهم في صورة يكون فيه مظنة الاستبعاد، فهو عبارة عن النبي المبشر به، فحقيقة الأمر أن المسيح - عليه السلام - لما علم بالتجربة وبنور النبوّة أن الكثيرين من أمته ينكرون النبي المبشر به عند ظهوره، فأكد أولًا بهذه الفقرة، ثم أخبر عن مجيئه.
ثالثًا: أن هذا الروح متحد بالأب مطلقًا وبالابن، نظرًا إلى لاهوته اتحادًا حقيقيًا فلا يصدق في حقه (فارقليط آخر) بخلاف النبي المبشر به فإنه يصدق هذا القول في حقه بلا تكلُّف.
رابعًا: أن الوكالة والشفاعة من خواص النبوّة لا من خواص هذا الروح المتحد بالله،