ومن الذي سرق إنسان أفريقيا، وشحنه في السفن التي تحمل الحيوان ليصلوا به بعيدًا إلى بلادهم ليعمل في مزارعهم، ومصانعهم، ويبني مدنيتهم ساقيًا أحجارها بدمه. الإسلام أم أنتم؟ !
ثم أتجه إلى أمريكا لأسأل أهلها الحكام والشعب:
من الذي ضرب نجازاكي وهيروشيما بالسلاح النووي فأباد الإنسان بعشرات المئات من الألوف، وأهلك الحرث والنسل -كما يقولون- ليس هذا فحسب بل دمروا البيئة، ولوثوا مناخها بالإشعاع المدمر؟ !
وأذكر الأمريكيين، الحكومات والشعب بالدموية والعنف الرهيب في إبادة أهل أمريكا الأصليين من الهنود الحمر.
من الذي ارتكب الجريمة التي لن ينساها التاريخ، جريمة إبادة الهنود الحمر ليحل محلهم الأمريكيون المحدثون؟ !
من الذي فعل ذلك، أو مثله من الفظائع: الإسلام أم أنتم؟ !
أسأل الجميع الأوروبيين والأمريكيين، وأتمنى أن أسمع إجابة. أي إجابة وأي نوع من التفسير لما فعلوه أجمعين.
من أذن لكم بذلك؟ !
وبأي حق أو منطق أبحتم لأنفسكم أن تنزلوا بالبشرية هذا البلاء المبين؟ ! ، ثم بعد هذا كله تزعمون أنكم أصحاب حضارة! ! ، وأنكم شعوب وأنظمة راقية؟ ! ، بل تزدادون عتوًّا بما تعملون في هذا القرن كي تكونوا أصحاب الهيمنة على العالم.
بل وأن تكونوا أنتم ولاة أمره! حتى يكون نموذجكم هو النموذج الحضاري الذي يجب أن يسود العالم! !
أبدًا لا تصلح حضارتكم المادية والعلمانية الفارغة تمامًا من كل المعاني، والقيم، والأخلاقيات. لا تصلح حضارتكم الفارغة من عطاء الدين، وروحه، ورقيه لقيادة الإنسانية.