التاريخ الحافل، والواقع الماثل، يقولان: إن النصارى أتباع المسيح -في جملتهم- كانوا أبعد الناس عن هذه الوصايا. ولم يدر منهم أحد خده الأيسر لمن ضربه على خده الأيمن، بل هم ابتدؤوا العالمين بالضرب على كلا الخدين، بلا مسوَّغ ولا سبب إلا العدوان.

ولقد قتل المسيحيون طوال التاريخ من أبناء الشعوب المخالفين لهم، ما تشيب من هوله الولدان، بل قتل بعضهم من بعض بالملايين ما لا يزال التاريخ القريب يذكره ولا ينساه.

قتل الكاثوليك من البروتستانت في بداية ظهورهم بالملايين، وقتل البروتستانت من الكاثوليك -بعد انتصارهم عليهم- بالملايين (?).

وقتل بعضهم من بعض في الحربين العالميتين في القرن العشرين، بالملايين. وكلهم مسيحيون، يؤمنون بالإنجيل، ويدينون بدين المسيح -عليه السلام-. حتى قال بعض الباحثين من المسيحيين الأوربيين: لم يصدق المسيح -عليه السلام-في نبوءة من نبوءاته، مثلما صدق في قوله: ما جئت لألقي على الأرض سلامًا بل سيفًا (?)!

وبهذا أثبت التاريخ، وأثبت الواقع كلاهما: أن أتباع دين المحبة والسلام هم أكثر أهل الأديان دموية، وأسرعهم إلى العدوانية، وأشدهم قسوة ووحشية في التعامل مع الآخرين.

وهذا ما نراه رأي العين، ونلمسه لمس اليد، في يومنا هذا من القوة العالمية العظمى، القوة المتألهة في العالم، وهي قوة أمريكا التي تتصرف في الأرض، تصرفَ الإله في السماء، فهي لا تُسأل عما تفعل ولا يقف أمام رغبتها شيء، وقد رأينا أثرها العسكري في أفغانستان والعراق. وقد جسدت موقفها الديني والأخلاقي فيما صنعته في سجون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015