الوجه الخامس: كل ما جاء في مخيلتك فالله بخلافه.

بمعنى: أن الله تعالى غيب عنا؛ لا تدرك ذاته، فليس لنا تخيله وتخيل صفاته؛ ولا يجوز لنا قياس صفات الخالق على صفات المخلوق؛ لأن ما وقع في خيالنا إنما هي صفات مخلوق قابلة للفناء والعجز. أما صفات الله تعالى فهي غير ذلك.

الوجه السادس: المشبه يعبد صنما والمعطل يعبد عدما.

بمعنى أن من عطل صفات الله؛ أي نفاها وقال: ليس لله يد، ولا قدم، ولا وجه، ولا علم، ولا قدرة، ولا سمع، ولا بصر، ولا عين ... إلى آخره؛ فإنه بذلك يعبد ربا معدومًا لا وجود له.

ومن وقع في خياله أن الله له صفات، وهي تشابه صفات المخلوق فهو بذلك يعبد صنمًا، ولا فرق بينه وبين عُبَّاد الأصنام.

الوجه السابع: عقائد بعض الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات.

أولًا - أهل التعطيل:

وهؤلاء ينقسمون إلى:

1 - الجهمية: وهم أتباع جهم بن صفوان:

وهؤلاء يقولون بنفي جميع أسماء الله تعالى وصفاته.

2 - المعتزلة: وهم أتباع واصل بن عطاء الغزال، وعمرو بن عبيد البصري، وهؤلاء يقولون: بإثبات الأسماء ونفي الصفات.

3 - الأشاعرة والماترُدية:

وهؤلاء يثبتون لله سبع صفات فقط، وهي: السمع والبصر والإرادة، والكلام، والحياة، والعلم، والقدرة.

ولهم حجج في ذلك منها:

أن هذه الصفات تشابه صفات المخلوقين، فلو أثبتناها، أثبتنا النقص لله تعالى، والله عز وجل منزه عن النقص. فلجؤوا إلى تفسيرها وتأويلها بتأويلات عقيمة لا خطام لها ولا زمام.

فأوَّلُوا اليد بالقدرة أو النعمة، والوجه بالذات، ونحو ذلك من هذه التأويلات.

فنرد على الجهمية بهذه القاعدة: القول في الصفات كالقول في الذات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015