فَيُسْتَشْهَدُ ثُمَّ يَتُوبُ الله عَلَى الْقَاتِلِ فَيُسْلِمُ فَيُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ الله عز وجل فَيُسْتَشْهَدُ". (?)
وعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَال: قَال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الله أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْد مِنْ أَحَدِكُمْ سَقَطَ عَلَى بَعِيرِهِ وَقَدْ أَضَلَّهُ فِي أَرْضِ فَلاةٍ". (?)
الوجه الثالث: الاتفاق في الأسماء لا يقتضي التماثل في المسميات.
وهذه القاعدة أصل في فهم صفات الله تعالى، والتفريق بين صفات الخالق وصفات المخلوق.
فإذا كانت صفات المخلوقات لا تتماثل في المسميات ولا الكيفيات مع تساويها في الأسماء؛ فإن صفات الخالق لا تتماثل مع صفات المخلوق بداهة.
مثال 1: صفة العين
الإنس له عين، والجن له عين، والملائكة لها عين وهي لا تتماثل؛ ذلك أن هذه المخلوقات غير متماثلة لا في المادة، ولا في الذات.
الوجه الرابع: كيف نفرق بين صفة الخالق وصفة المخلوق؟
نقول: إن الله تعالى له يد، وإن للمخلوق يدًا، ولكن يد الله تليق بكماله وقدرته وحياته وبقائه. وللمخلوق صفة يد مناسبة لعجزه وفقره وفنائه.
ونقول: إن لله أصابع تليق بجلاله وعظمته وكماله وقدرته وبقائه، وللمخلوق أصابع مناسبة لعجزه وفقره وفنائه.
وهكذا كل صفة وصف الله بها نفسه ووصفه بها رسوله - صلى الله عليه وسلم - تُستعمل على الوجه الذي بينَّاه.
فكون الله سبحانه له يد يبسطها، والمخلوق له يد يبسطها لا يقتضي ذلك أن الله يشابه مخلوقاته في ذلك كما بينا.