العالم ولا خارجه، ولا مباين للعالم، ولا محايث له؛ إذ هذه الصفات يمكن أن يوصف بها المعدوم، وليست هي صفة مستلزمة صفة ثبوت. (?)

(2) فيما لم يرد به إثبات ولا نفي:

وهو مما استُحدث بعد عصر السلف من ألفاظٍ تثبت لله صفات أو أسماء لم ترد لا في كتاب ولا في سنة مثل: الحيز والجسم والعرض والجهة وغير ذلك. ففيه أمران:

الأول: التوقف في اللفظ فلا نثبته ولا ننفيه.

الثاني: الاستفسار عن القصد وعما يراد منه. فإن كان يُقصد به كمال يوصف الله به فنثبت المعنى دون اللفظ، وإن كان يُقصد به صفة نقص ينزه الله عنها فلا نثبت اللفظ والمعنى.

مثال: الجهة: فإن أراد من يثبت الجهة لله أنه على السماء مستوٍ على عرشه مباين للخلق، فهذه صفة كمال نثبتها لله، وإن أراد أنه في كل مكان بمعنى أنه داخل العالم المخلوق، فهذا معنى نقص ينزه الله عنه فننفيه، وهكذا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن ما أخبر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن ربه فإنه يجب الإيمان به, سواء عرفنا معناه أو لم نعرف؛ لأنه الصادق المصدوق، فما جاء في الكتاب والسنة وجب على كل مؤمن الإيمان به وإن لم يَفهم معناه.

وكذلك ما ثبت باتفاق سلف الأمة وأئمتها، مع أن هذا الباب يوجد عامته منصوصًا في الكتاب والسنة متفق عليه بين سلف الأمة.

وما تنازع فيه المتأخرون نفيًا وإثباتًا؛ فليس على أحد؛ بل ولا له أن يوافق أحدا على إثبات لفظه أو نفيه حتى يعرف مراده، فإن أراد حقًّا قُبِل، وإن أراد باطلا رد، وان اشتمل كلامه على حق وباطل لم يقبل مطلقا ولم يرد جميع معناه؛ بل يوقف اللفظ ويفسر المعنى.

كما تنازع الناس في الجهة والتحيز وغير ذلك، فلفظ الجهة قد يراد به شيء موجود غير الله، فيكون مخلوقا، كما إذا أريد بالجهة نفس العرش أو نفس السماوات، وقد يراد به ما ليس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015