وهي صيانة للأمة من الخلل الذي ينشئه العوز في جانب .. والترف في جانب آخر.

والصفة الرابعة: حفظ الفروج كما قال سبحانه: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)} [المؤمنون: 5، 6].

وفي هذه طهارة الروح والبيت والجماعة، ووقاية النفس والأسرة والمجتمع بحفظ الفروج من دنس المباشرة المحرمة، وحفظ القلوب من التطلع إلى غير الحلال، وحفظ الجماعة من انطلاق الشهوات فيها بغير حساب.

والجماعة التي تنطلق فيها الشهوات بغير حساب جماعة معرضة للخلل والفساد، وهي جماعة قذرة هابطة في سلم البشرية.

والله عزَّ وجلَّ ينظم الدوافع الفطرية عند الإنسان في صورة مثمرة نظيفة، لا يخجل معها الأطفال من الطريقة التي جاءوا بها إلى هذا العالم، لأنها معروفة، يعرف فيها كل طفل أباه، لا كالحيوان الذي تلقى الأنثى فيه الذكر للقاح، وبدافع اللقاح، ثم لا يعرف الفصيل كيف جاء ولا من أين جاء؟.

والقرآن هنا يحدد المواضع النظيفة التي يحل للرجل أن يودعها بذور الحياة، وهي الزوجات، وملك اليمين.

فمن تجاوزها إلى غيرها فقد عدا الدائرة المباحة ووقع في المحرمات، واعتدى على الأعراض التي لم يستحلها بنكاح ولا بجهاد.

وهنا تفسد النفس البشرية لشعورها بأنها ترعى في كلأ غير مباح.

ويفسد البيت لأنه لا ضمان له ولا اطمئنان.

وتفسد الجماعة لأن ذئابها تنطلق فتنهش من هنا وهناك.

فأي فساد وخراب للبلاد والعباد فوق هذا؟.

الصفة الخامسة: حفظ الأمانات والعهود كما قال سبحانه: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8)} [المؤمنون: 8].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015