يملكون أن يظلموا وأن يطغوا وأن يغشوا وأن يخدعوا، وأن يغروا الناس بالفساد، فيتم لهم بذلك الحصول على ما يبغونه من النهب والفساد والكسب الحرام، والمتاع المرذول، والكبرياء في الأرض، وتعبيد الناس لغير الله.
وكم لله من حكمة في ابتلاء هؤلاء بهؤلاء؟ .. وتسليط هؤلاء على هؤلاء؟.
وقد توعد الله هؤلاء الكفار بقوله سبحانه: {اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3)} [إبراهيم: 2، 3].
وقد وعد الله المؤمنين بالفلاح في الدنيا والآخرة، وعد الله لا يخلف الله وعده.
فمن هم المؤمنون الذين كتب الله لهم هذه الوثيقة، ووعدهم هذا الوعد؟.
ومن هم المؤمنون الذين كتب الله لهم الخير والنصر، والسعادة والتوفيق، والمتاع الطيب في الأرض؟.
ومن هم المؤمنون المكتوب لهم الفوز والنجاة، والثواب والرضوان في الآخرة؟.
ومن هم المؤمنون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون؟.
ما وصفهم؟، وما هي صفاتهم؟، وبماذا وعدهم الله؟.
إنهم الذين قال الله تعالى فيهم: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)} [المؤمنون: 1 - 11].
أول صفة لهؤلاء المؤمنين أنهم في صلاتهم خاشعون، تستشعر قلوبهم رهبة الموقف بين يدي الله في الصلاة فتسكن وتخشع، ويسري الخشوع منها إلى