والإيمان الضعيف يمكن أن تؤدى به الصلاة، والذكر، والتسبيح، وتلاوة القرآن ونحوها من الأعمال الانفرادية.
أما حسن المعاشرات والمعاملات، وحسن الأخلاق، فلا تكمل إلا بالإيمان الكامل، والإيمان الكامل لا يأتي إلا بالمجاهدة والدعوة إلى الله.
وحتى تكون معاشراتنا وأخلاقنا طيبة ندعو الناس لهذه الصفات ونتمرن عليها، وندعو الله أن يرزقنا حقيقتها، حتى تكون أخلاقنا ومعاملاتنا واحدة كما كانت صلاتنا واحدة.
ولسهولة الحصول على ذلك لا بد أن يكون أمامنا دائماً إيمان الأنبياء والصحابة .. وأعمال الأنبياء والصحابة .. وأخلاق الأنبياء والصحابة.
وبذلك نترقى في الإيمان والأعمال والأخلاق، ونحذر ألا تكون أمامنا أعمال وأخلاق وحياة اليهود والنصارى.
والناس في الحياة ثلاثة أقسام:
أحدها: من يعتقدون أن الأحوال كالفقر والمرض ليست من الله، ولحلها لا يتوجهون إلى الله، بل إلى المخلوق، وهؤلاء هم الكفار.
الثاني: من يعتقدون بأن الأحوال من الله، ولكن لحلها لا يتوجهون إلى الله، وإنما يتوجهون إلى المخلوق.
الثالث: من يعتقدون بأن كل شيء بيد الله، والخير والشر إنما يحصل بإرادة الله، ويتوجهون في حلها إلى الله، وهؤلاء هم المؤمنون، فيقولون إذا نقص الكسب هذا بأمر الله، فيتوجهون إلى الله، ويفعلون ما فعل رسول الله في تلك الحال.
وإذا مرض أحدهم قال هذا بأمر الله ولا يرفعه إلا الله، ويفعل ما فعل رسول الله أو أمر به عند المرض.
وإذا امتنع المطر قالوا هذا بأمر الله، فماذا فعل رسول الله حين حبس الله المطر وهكذا، فلا تحل المشاكل إلا بأمر الله حسب سنة رسول الله.
والإنسان إذا دخل نور الإيمان في قلبه، رأى كل خير في الأعمال الصالحة،