المصنوعات البشرية، وشغلوهم عن صحف القرآن بالصحف الهزيلة، وشغلو أوقاتهم بكل مخز وقبيح وضار.
وصرفوا اهتمامهم من الآخرة إلى الدنيا، بجمع الأموال، والإسراف في الشهوات، والعبث بالأوقات.
وحشر الأعداء البشرية كلها في هذه الميادين المسمومة، فأنى يجدوا العافية؟.
إن آيات الله في الكون، وعجائبه في مخلوقاته في العالم العلوي والسفلي، وآلائه ونعمه على الناس، تخاطب كل حاسة، وكل جارحة في الكيان البشري، وتتجه إلى العقل الواعي كما تتجه إلى الوجدان الحساس.
إنها تخاطب العين لترى .. والأذن لتسمع .. والحواس لتستشعر .. والقلب ليتأثر .. والعقل ليتدبر جلال الله وعظمته، وعلمه وحكمته، وقوته وقدرته، وفضله وعدله، ولطفه ورحمته .. ومن ثم يعرف العبد من يعبد ومن يطيع .. ؟
إن آيات الله الكونية منتشرة في الكون كله:
سماؤه وأرضه .. وشمسه وقمره .. وليله ونهاره .. وجباله وبحاره .. وفجاجه وأنهاره .. وظلاله وأكنانه .. ونبته وثماره .. وحيوانه وأطياره .. وإنسه وجنه .. فهل من متدبر؟، وهل من متفكر؟: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)} [الغاشية: 17 - 20].
وآيات الله الشرعية تكشف للإنسان دنياه وآخرته .. وأسرار هذا الكون وغيوبه .. وما ينفع الإنسان وما يضره .. وما يصلحه وما يفسده .. وما يحب ربه وما يبغضه .. وما يرضيه وما يسخطه .. وتبين أسماء الرب وصفاته .. وأفعاله ومخلوقاته .. ووعده ووعيده.
فهل من متفكر؟، وهل من متدبر؟: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} [النساء: 82].
إن الآيات الكونية، والآيات الشرعية، منبه عظيم، ومذكر يوقظ الحواس