الآمن حين تبعوا موسى - صلى الله عليه وسلم -.
ويحفظ سبحانه بأسباب الهلاك كما أنجى موسى من الغرق حين ألقي في البحر في التابوت، وحين رباه في بيت عدوه فرعون.
ويهلك سبحانه بأسباب الحفظ كما أهلك قوم ثمود في بيوتهم بالصيحة.
والله تبارك وتعالى له قدرة ... وله سنة:
فبقدرته سبحانه خلق السموات والأرض، وخلق الشمس والقمر، وخلق الجنة والنار، وخلق الدنيا والآخرة.
خلق الدنيا للابتلاء والزوال والعمل، وخلق الآخرة للبقاء والأبد، وخلق الجنة للنعيم، وخلق النار للعذاب.
وسنن الله نوعان:
سنن كونية .. وسنن شرعية.
فسنة الله الكونية أن يخرج بأمره سبحانه النور من الشمس، ويخرج الثمر من الشجر، ويخرج الولد من الرحم، والماء من السحب، والكلام من اللسان، والحليب من البقر، والعسل من النحل وهكذا، فهو سبحانه الخالق وما سواه مخلوق، وقدرته مخفية وراء الأسباب: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)} [الزمر: 62].
وسنة الله الشرعية أن من آمن وعمل صالحاً أدخله الله الجنة، ومن كفر أدخله الله النار، ومن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها، ومن أطاع الله ورسوله سعد في الدنيا والآخرة، ومن عصى الله ورسوله شقي في الدنيا والآخرة.
والله عزَّ وجلَّ خلق الكون بقدرته، ونظمه وسيره بسننه الكونية والشرعية، فتعودنا على السنن الجارية، وغفلنا عن قدرة الله المطلقة، وقدرته سبحانه فوق سنته، ومن قدرته سبحانه يستفيد المؤمنون خاصة كما قال سبحانه: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا