ودخلت تحت رقه وحكمه، فهي مملوكة عنده، يأمرها بما شاء مما يرضي ربه، ويمنعها مما يسخط ربه.

والمكاتب: من قد عقد له سبب الحرية، وهو يسعى في كمالها، فهو عبد من وجه، حر من وجه آخر، فهو عبد ما بقي عليه درهم، فكذا المسلم عبد لنفسه ما بقي عليه حظ من حظوظ نفسه.

فالحر مَنْ تَخلَّص من رق المال والطين، وفاز بعبودية رب العالمين، فاجتمعت له العبودية والحرية.

ويتم إصلاح النفوس بأمرين:

تكوين القلب .. وتكوين الجسم.

وتكوين القلب: هو بذل الجهد لترسيخ الإيمان واليقين على ذات الله وأسمائه وصفاته وأفعاله فيه.

أما تكوين الجسم: فهو استغلاله في السبل التي جاء بها النبي - صلى الله عليه وسلم - من السنن والأحكام والآداب، ويتم ذلك بالتعلم ... والتذكير .. وتزكية النفس بالأخلاق الحميدة، وإخلاص العمل لله .. وإبلاغ الناس دين الله ليكون الدين كله لله.

والنفوس وما تحب تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

الأولى: نفس سماوية علوية، ومحبتها منصرفة إلى معرفة الله، ومعرفة أسمائه وصفاته، وفعل الفضائل والطاعات، واجتناب الرذائل والمعاصي، وهذه النفس مشغوفة بما يقربها من الرفيق الأعلى، وذلك قُوتُها وغذاؤها وشفاؤها ودواؤها.

الثانية: نفس سبعية غضبية، ومحبتها منصرفة إلى القهر والبغي، والعلو في الأرض، والكبر والرئاسة على الناس بالباطل، فلذاتها في ذلك وشغفها به.

الثالثة: نفس حيوانية شهوانية، فهذه النفس محبتها منصرفة إلى المأكل والمشرب، والمنكح والملبس، ونحو ذلك من الشهوات والملاذ.

وربما جمعت بين الأمرين العلو والفساد كما قال سبحانه عن فرعون: {إِنَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015