خالصاً لوجهه الكريم.
ولا ندعي أن هذا الكتاب نور يبدد كل الظلمات .. ولا بستان فيه من كل الثمرات .. فهو وإن كان فيه بعض ذلك .. إلا أنه يبقى جهد مخلوق ضعيف ظلوم جهول، يسر الله له وضع أساسه، حتى يأتي من يكمله إلى شرفاته.
ولولا فضل الله ورحمته ما ظهر لك نوره، وإن كانت بين يديك سطوره، ولكن نسأله سبحانه أن يجعله قبساً من نور، وشجرة مباركة تثمر على مر الدهور، وشمساً تضيء على مر العصور، ونهراً يشرب منه كل عطشان في كل زمان ومكان، ومعولاً يتصدع به جدار الباطل، وتتهدم به حصون الشهوات والشبهات والشكوك.
فيزداد المؤمن الموحد إيماناً، فيعظم ربه كثيراً، ويذكره كثيراً، ويحمده كثيراً.
ويحصل للكافر الإيمان بعد الكفر، واليقين بعد الشك، والهدى بعد الضلال.
ويقبل العاصي على ربه فرحاً مسروراً، وعلى معاصيه نادماً، وإلى طاعة ربه مسارعاً.
وفي الختام أحمد ربي وأشكره على جزيل نعمه، وأستغفره من كل زلل وخطأ وقع في بعض المسائل المسطورة من غير قصد، إنه هو الغفور الرحيم.
وأعوذ بالله العلي العظيم من شر كل حاسد يريد أن يطفئ نور الله، ويأبى الله إلا أن يتم نوره.
ونعوذ بالله من شر كل جاهل غشوم .. ومن شر كل حاسد إذا حسد .. ومن شر النفاثات في العقد .. ومن شر كل ما خلق .. ومن شر ساكن البلد .. ومن شر كل والد وما ولد.
ونعوذ به سبحانه أن نقول زوراً، أو نغشى فجوراً، أو نقول على الله بلا علم، أو ندعو إلى غير الحق، أو نقول ما لا نفعل.
ونعوذ بالله ممن جعل الملامة بضاعته، والعذل نصيحته، فهو دائماً يبدي في الملامة ويعيد، ويكرر العذل فلا يفيد ولا يستفيد.