وأن يكون صمتي فكراً .. ونطقي ذكراً .. ونظري عِبراً.

هذا بالنسبة للنفس أما بالنسبة للغير فأصول الأخلاق أربعة:

أن أعفو عمن ظلمني .. وأعطي من حرمني .. وأصل من قطعني .. وأحسن إلى من أساء إلي.

ومكانة المسلم عند الله عظيمة، وحقه كبير، فإن في قلبه لا إله إلا الله التي لو وضعت السموات والأرض ومن فيهن في كفة، ولا إله إلا الله في كفة لمالت بهن، ومن بدنه وجوارحه تصدر الأقوال والأعمال التي جاء بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكم وزنه عند الله؟ .. وكم قيمته عند مولاه؟

فلهذا المسلم حقوق على أخيه المسلم لا بدَّ من معرفتها أولاً، وأدائها ثانياً كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ». قِيلَ: مَا هُنَّ؟ يَا رَسُولَ اللهِ! قال: «إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَسَمِّتْهُ. وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ» أخرجه مسلم (?).

فيجب على كل مسلم إكرام كل مسلم، ولإكرام المسلم أربع درجات:

الأولى: أداء الحقوق حسب ما أمر الله ورسوله به، وكيفية أدائها بإعطاء كل ذي حق حقه حسب مكانته:

فمنها حقوق الوالدين والأقربين والجيران .. وحقوق الزوج على زوجته، والزوجة على زوجها، وحقوق الحكام على الرعية .. وحقوق الرعية على الحكام .. وحقوق الفقراء على الأغنياء .. وحقوق الأغنياء على الفقراء .. وحقوق العلماء على المؤمنين .. وحقوق المؤمنين على العلماء .. وحقوق الكبار على الصغار .. وحقوق الصغار على الكبار .. وهكذا.

الثانية: حسن الخلق، فعلى المسلم أن يتخلق بالأخلاق التي تخلق بها النبي - صلى الله عليه وسلم - سواء كانت لأداء الواجب نحو خالقه بالإيمان به وطاعته وعبادته، أو كانت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015