لغة: يقال بَطَلَ العامل: تعطل فهو بطَّال، وبَطَّلَ العامل: عطله، وبطل العمل: قطعه (محدثة) (1)
واصطلاحا: هى التوقف عن العمل أو عدم توافر العمل لشخص قادر عليه وراغب فيه.
والبطالة قد تكون حقيقية أو بطالة مقنعة، كما قد تكون بطالة دائمة أو بطالة جزئية وموسمية، وتتضاعف تأثيراتها الضارة إذا استمرت لفترة طويلة وخاصة فى أوقات الكساد الاقتصادى، وكان الشخص عائلا أو ربا لأسرة، حيث تؤدى إلى تصدع الكيان الأسرى وتفكك العلاقات الأسرية وإلى إشاعة مشاعر البلادة والاكتئاب.
وأيا ما كانت الأسباب المؤدية إلى البطالة كأن تكون أثرا لما يوجد فى المجتمع من تناقضات فى بناء الفرصة، أو نتيجة للتخصص المتزايد والتنافس الشديد فى الإنتاج الرأسمالى، فلا سبيل إلى مكافحتها إلا بإتاحة فرص العمل التى تصونها الضوابط العادلة من شرع الله والتى تهتم بالحاجات العامة للإنسان، فالدين والعمل هما إذن طوق النجاة من شرور البطالة والأزمات الاقتصادية.
وإذا كانت الدولة تشعر بنوع من الالتزام الأخلاقى حيال المتعطلين فإن العمل يمثل خطا أساسيا فى الإسلام لدرجة أن الكثير من الآيات الكريمة تربط جذريا بين الإيمان والعمل الصالح. قال تعالى: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله} الجمعة:10، كما يقول الرسول الكريم: (إن طلب كسب الحلال فريضة) (2).
وفى هذا ضمان خير ضمان لإشباع الحاجات من ناحية، وتحقيق المواءمة بين المصلحة العامة والخاصة من ناحية ثانية.
أ. د/محمود أبوزيد