لغةً: الصناعة اسم لحرفة الصانع، وعمله الصنعة، يقال: صنعه، يصنعه صنعاً. " وصناعة: عمله، والصنع إجادة الفعل وكل صنع فعل، وليس كل فعل صنعاً (1).
وقد ذهب المالكية والشافعية إلى أنه تكره الصناعة فى المساجد لمنافاة ذلك حرمة المساجد، واستثنى الشافعية من ذلك المعتكف (2).
واصطلاحاً: يقصد بدار الصناعة أو دار الصنعة المسفن. وقد انتقلت إلى اللغات الرومانية من العربية شأن كثير من المصطلحات التجارية والبحرية. ففى الإيطالية (دارسنا) و (أرسنالى) وفى الأسبانية (أرسنال)، ومنها انتقلت إلى جميع اللغات الأوروبية منها (3).
وكانت دور الصناعة فى أول أمرها أحواضا خاصة بالأسطول ويظهر أنه لم تكن هناك دور للصناعة أول أيام الخلافة الإسلامية إلا فى مصر (4). ثم بنى معاوية بن أبى سفيان داراً للصناعة فى (عكا) سنة 49 هـ ثم نقلت إلى (صور) فى أواخر عهد بنى أمية.
ثم يقول المقريزى: لقد قامت بعد ذلك دور الصناعة فى جميع المواضع المهمة على الساحل، وكان المشرف على دار الصناعة يسمى "متولى الصناعة" أو "والى الصناعة" (5)، وكان من جملة مناظر الخلفاء التى تم إنشاؤها منظرة بالصناعة فى الساحل القديم بمصر وكان بهذه الصناعة ديوان العمائر، وبقيت هذه المنظرة إلى آخر الدولة الفاطمية.
وكانت جميع المراكب والأساطيل تنشأ بدار الصناعة بالجزيرة فقام الوزير المأمون بتغيير ذلك، وأمر بإنشاء الشوانى وغيرها من المراكب النيلية الديوانية بالصناعة بمصر، وأضاف إليها دار الزبيب ليسهل عملية حمل الغلات السلطانية والأحطاب وغيرها.
(هيئة التحرير)