لغة: الجمع، "حَشَرْتُ الناسَ أَحْشِرهُمْ وأَحْشُرُهُمْ حَشْراً: (جَمَعْتُهُمْ) ومنه يومُ الحَشْر. والحاشر: اسم من أسماء النبى (صلى الله عليه وسلم).
واصطلاحا: الحشر: عبارة عن سوق الخلائق بعد بعثهم ونشرهم أحياء من قبورهم، وجمعهم فى أرض المحشر. قال تعالى.: {وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا} (الكهف 47) وقال تعالى: {ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه} (الأنعام 12) وقال تعالى {يوم ينفخ فى الصور فتأتون أفواجا} (النبأ 18) أى زمرا. قال أبو هريرة- y" إن الله تعالى يحشر الخلق كلهم من دابة وطائر وإنسان ". وقال ابن عباس- رضى الله عنهما - فى قوله تعالى {وإذا الوحوش حشرت} (التكوير5) يحشر كل شىء.
والحاصل أن الله- تعالى- يجمع فى ذلك اليوم الأولين والآخرين حتى لا يدرى الشخص أين يضع قدمه لشدة الزحام.
ولهذا اليوم أهوال وشدائد تذيب الأكباد، وتذهل المراضع، قال تعالى: {يا أيها
الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شىء عظيم. يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد} (الحج 2,1) {يوم يقوم الناس لرب العالمين} (المطففين 6) {يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا} (النبأ 38).
وفى هذا اليوم العظيم تدنو الشمس من الرؤوس، روى مسلم فى صحيحه: "تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون كمقدار ميل " قال سليم بن عامر: ما أدرى ما يعنى بالميل: مسافة الأرض، أو الميل الذى تكحل به العين.
قال: (فيكون الناس على قدر أعمالهم من العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما) وأشار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى فيه.
وقد أخبر الله تعالى- بأن هذا اليوم كألف سنة، وفى آية أخرى كخمسين ألف سنة، ولا تنافى فى ذلك فكل يرى هذا اليوم بحسب عمله حتى المؤمن يرى أنه أخف من صلاة مكتوبة. كما ورد أن سبعة أصناف من المؤمنين لا يشعرون بأهوال هذا اليوم، لأن الله تعالى يظلهم فى ظله يوم لا ظل إلا ظله.
وأما أنواع الحشر فهى أربعة قال اللقانى فى شرح جوهرة التوحيد وأنواع الحشر أربعة: اثنان فى الدنيا: أحدهما: إجلاؤه عليه السلام اليهود، وثانيهما: سوق النار الناس قرب قيام الساعة إلى المحشر.
واثنان فى الآخرة: أحدهما: جمعهم إلى الموقف بعد إحيائهم
والثانى: صرفهم من الموقف إلى الجنة أوالنار.
والحشر من الأمور السمعية التى يجب الإيمان بها: لأنه ثبت بالكتاب، والسنة، والإجماع.
أ. د/ أحمد المهدى