وعين أستاذاً للفارسية في مدرسة حكومية في روالبندي في عام 1858م ثم عين مديراً لمدرسة ابتدائية لمدة أربع سنوات، ثم تركها وانقطع للدراسة وملازمة بعض الشيوخ في (رامبور)، ثم سافر إلى لكهنو ودرس الطب عن الطبيب المشهور الحكيم على حسين مدة سنتين، ثم سافر إلى بهوبال، ثم إلى الحجاز، وفي كل ذلك يتلقى العلم عن علماء هذه البلدان.

ثم عين طبيباً خاصاً في ولاية جمون - كشمير الجنوبية - واشتهر بها، وفي هذا الوقت تعرف على الميرزا غلام أحمد القادياني الذي كان مقيم في سيالكوت وتوثقت بينهما الصداقة وشرع يحرض القادياني على ادعاء النبوة ويؤلف الكتب لتصديقه وتكفير من لا يؤمن بنبوته، ولقب بالخليفة الأول وخليفة المسيح الموعود بمباركة الاستعمار البريطاني.

وكان آخر حياته أن سقط عن فرسه وجرح واعتقل لسانه قبل وفاته بأيام، ومات في 13 من مارس عام 1914م واستخلف الميرزا بشير الدين محمود نجل الميرزا غلام أحمد.

صفاته: وكان الحكيم المذكور - كما وصفه الندوي - قلق النفس، ثائر الفكر، عقلي النزعة، تأثر بالمدرسة التي تدين بضرورة إخضاع الدين والعقيدة والقرآن للعلوم الطبيعية التي دخلت عن طريق الإنجليز، وتأويل كل ما عارض المقررات الطبيعية في ذلك العصر وكان كثير الرغبة في المباحثات والمناظرات (?) وقد ظل متحمساً للقاديانية زعيماً لها بعد وفاة الميرزا القادياني إلى أن توفي.

محمود أحمد: ابن غلام أحمد أو الخليفة الثاني للقاديانية. تولى زعامة القاديانيين بعد وفاة نور الدين، وأعلن أنه خليفة ليس للقاديانيين فقط، وإنما هو خليفة لجميع أهل الأرض بما فيهم بريطانيا، التي تفانى في الجاسوسية لها؛ حيث أعلن قوله: (أنا لست فقط خليفة القاديانية ولا خليفة الهند بل أنا خليفة المسيح الموعود، فإذاً أنا خليفة لأفغانستان والعالم العربي وإيران والصين واليابان وأوروبا وأمريكا وأفريقيا وسماترا وجاوا، وحتى أنا خليفة لبريطانيا أيضاً وسلطاني محيط جميع قارات العالم) (?).

ثم ادعى أن لقمان هو والده، وأنه هو ولد لقمان الذي ذكره الله بقوله: وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ [لقمان:13].

¤فرق معاصرة لعواجي 2/ 839، 840

وله تفسير مطول للقرآن الكريم سماه التفسير الكبير، وهو في عشرة أجزاء وقد اختصر بعد ذلك هذا التفسير وسمي "بالتفسيرالصغير"، ومن مؤلفاته أيضاً: سيرة المهدي، وكلمة الفصل.

¤ القاديانية للدكتور عامر النجار - ص74

ومن المعروف أنه بمجرد تولي بشير الدين الخلافة انقسمت القاديانية إلى فرقتين، أحدهما: تدعي أن مرزا غلام أحمد هو المهدي المعهود، والمسيح الموعود، كما يعتقدون بنبوته، بينما تقول الفرقة الأخرى، وهي فرقة لاهور بأنه كان مجدداً، وأنه المهدي والمسيح الموعود وليس نبياً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015