برز كثير من زعماء القاديانية وكبرائهم متخذين من حيل القادياني وضلالاته منهجاً لهم.
وطمع بعضهم في نفس المكانة التي احتلها زعيمهم - أي مرتبة النبوة - إلا أن بريطانيا لم تشأ أن تقويهم إلى حد نصرتهم على ادعاء النبوة، كما فعلت مع الغلام؛ لئلا يذهب تأثير القاديانية من نفوس أتباع القادياني بحيث تصبح النبوءة متعددة في عصر واحد، مما يستدعي فتور الناس عن التصديق، أو الشك في نبوة الغلام، فتخسر ما بنته في أعوام عديدة، وكانوا أذكى من أولئك الذين تشوقوا للنبوة.
وفيما يلي نذكر بعض أولئك الزعماء بصورة موجزة؛ إتماماً للتعريف بالقاديانيين وهم بالإضافة إلى الغلام أحمد القادياني المؤسس الأول للقاديانية:
الحكيم نور الدين البهيردي:
هذا الرجل هو الشخصية البارزة بعد الغلام وصار هو الخليفة للقاديانية بعد موت الغلام، ويعتقد بعض الباحثين أنه صاحب الفكرة والتصميم في الحركة القاديانية كلها، وكان محباً للعز والجاه يتمنى ذلك بأي ثمن كان، وقد وجد في الغلام ما يمكنه من تحقيق ما يهدف إليه من الشهرة، فالتحق به وصار أكبر أعوانه والمخطط والمنفذ لأكثر آراء المتنبي، وكان المتنبي يبالغ في إكرامه إلى أبعد الحدود.
¤فرق معاصرة لعواجي 2/ 838، 839 وقد ادعي نور الدين أنه خليفة الغلام وأقسم للقاديانيين بأن الغلام هو الذي جعله خليفته من بعده وأقسم بالله على ذلك، يقول نور الدين: "أنا أقسم بالله العظيم أنه هو الذي جعلني خليفته، فمن يستطيع أن يسلب مني رداء هذه الخلافة، فالله مصالحه ومشيئته، أراد أن يجعلني إمامكم وخليفتكم، فقولوا ما تشاؤون، ولكن كل ما تتهموني به لا يصل إليّ، بل يرجع إلى الله، لأنه هو الذي جعلني الخليفة" (?).وكان الإنجليز قد قاموا بوضع تاج الخلافة على رأسه، وبهذا تم تأكيد خلافته للغلام، وكان نور الدين طبيباً، وأخلص أصدقاء المرزا إليه، ومن شدة إخلاصه له أنه لما أخبر بأن المرزا ادعى النبوة قال: "لو ادعى هذا الرجل أنه نبي صاحب شريعة ونسخ شريعة القرآن لما أنكرت عليه" (?).
ولما كتب المرزا غلام أحمد كتابه (براهين أحمدية) كتب الحكيم نور الدين كتابه (تصديق براهين أحمدية).
¤ القاديانية للدكتور عامر النجار - ص73، 74
وقد بايعه القاديانيون خليفة لنبيهم؛ لأجل روابطه المتينة مع أسرة غلام أحمد، ولما عرفوا من احترام متنبئهم له، وخاصة بعد ما وافقت الحكومة المستعمرة على وضع تاج الخلافة على رأسه، وما كان لأحد بعد ذلك أن ينحرف عن التسليم به خليفة. والجدير بالذكر أن الاستعمار ما وافق على خلافته إلا بعد أن جرَّب ولاءه، وإخلاصه وخدمته له، وخيانته للمسلمين، فتمكن من عرش القاديانية، وسمى نفسه مثيل أبي بكر الصديق (?).
¤رسائل في الأديان للحمد - ص 310 ولد الحكيم نور الدين في عام 1258هـ في بهيرة من مديرية شاه بور في البنجاب غربي الباكستان وتسمى هذه المديرية الآن سركودها (?)، وأبوه غلام رسول كان إماماً في مسجد بهيرة، وقد درس الحكيم نور الدين الفارسية وتعلم الخط ومبادئ العربية.