فالاضطرابات التي قام بها أدعياء التشيع من الباطنية أمثال الخطابية وغيرها كانت تمهيدا لثورات وقلاقل أكبر خطرا حاقت بالعالم الإسلامي قام بها بعد ذلك الباطنيون وأهم تلك القلاقل ثورة القرامطة الإرهابية وما حملته من فتنة سياسية أحرقت الأخضر واليابس وأحدثت فراغا كبيرا في صفوف المسلمين وقوتهم دخل من خلاله الأعداء من كل صوب إلى قلب العالم الإسلامي فوجدوا من أتباع الباطنية خير عون ومساعد لهم ضد المسلمين. والمطلع على تاريخ الباطنية لا بد أن يربط القديم بالحديث في تاريخ هؤلاء فما نراه اليوم من أعمالهم لا يمكن أن نستغربه فتاريخهم السياسي القديم أسود حالك بالسواد مليء بالحقد والكراهية وتاريخهم الحديث امتداد لهذا التاريخ (فقد جهد الاستعمار الأوروبي ليجد أسلحة يهدم بها الإسلام ويسيطر على المسلمين ويبدو أن الإسماعيلية كانوا أحد هذه الأسلحة فإذا بإمام إسماعيلي يظهر من جديد يساعد الإنجليز ويساعده الإنجليز يتيح له الإنجليز أن ينشر مذهبه بين مسلمي مستعمراتهم ويضمن لهم هو أن يخضع أتباعه لهم (?).

والنصيرية في السنين الماضية فاقت الإسماعيلية في تحالفها الوثيق مع أعداء الإسلام والمسلمين فأصبحت أداة خبيثة بيد اليهودية والصليبية مزروعة في جسم العالم الإسلامي تتحرك وتنفذ مخططات الأعداء بكل حقد وخاصة بعد أن استولت على مقاليد الأمور في سورية فكان تسليم الجولان لإسرائيل عبارة عن صفقة خائنة عقدت بين النصيرية والدولة اليهودية لا تزال آثارها الإجرامية تتفاقم إلى اليوم.

ولم يكتف النصيريون بهذا فعملوا أيضا على تحطيم المسلمين في لبنان بعد أن كاد المسلمون أن يسيطروا على أكثر لبنان فدخلت قوات النصيريين لبنان وحطمت هذا النصر ودكت مخيم تل الزعتر بمعاونة قوات النصارى واليهود يقتلون ويشوهون ويهتكون الأعراض معاً.

وهكذا نرى أن الباطنية كانت ولا تزال مصدر الفتن والقلاقل في المجتمع الإسلامي وعونا لكل عدو لهذه الأمة تساعده بكل ما أوتيت من قوة لعلها بذلك تحقق هدفها وهو هدم الإسلام وقتل المسلمين.

¤الحركات الباطنية في العالم الإسلامي لمحمد أحمد الخطيب – ص445

طور بواسطة نورين ميديا © 2015