لقد استقر في صفحات التاريخ مفاسد الإنحراف عن جادة السنة وفهم الأئمة الاعلام في منازعة حكام المسلمين في سلطانهم، وزعزعة الأمن في بلدانهم وأوطانهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " ولعله لا يكاد يُعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته " (?).
وقد ظلت الصوفية تُبدي من نفسها السلام، متظاهرة بالخنوع والخضوع والاستسلام، حتى إذا حانت الفرصة، أرسلت سهامها من طرف خفي، فجاءت هذه المقالة لتوضح وبشكل مبسط ما هو خاف على كثير من العقلاء، أخذت عامة مادتها من كتاب: (الوجه الآخر للصوفية)،وسميتها باسم أصلها، ومع أن هذا الملخص لا يغني عن مصادره، لكن فيه مهم الإفادة، وهذا أوان الشروع في المقصود:
المجال
الموضوع والتحليل
الوقائع والنقول
(1)
سياسي عقدي
(م):تعريض الصوفية بحكام المسلمين، والإدعاء بأن نصرة الإسلام في يد السادة العلويين.
قال المشهورالعدني: "ولأن مركز القرار في الإسلام لا يمتلكه سلطان مسلم ... والمخرج السليم من هذه الفتنة وحرجها هو موقف آل البيت النبوي إذا عرفوا موقعهم الطبيعي من الدعوة الإسلامية " (?).
(2)
سياسي عقدي
(م): تشكيك الصوفية في شرعية حكام المسلمين، وادعاء بعضهم بأنهم الملوك على الحقيقة، وغيرهم ليس لهم من الملك إلا رسمه وعقابه.
(تحليل): وهذا مبني على اعتقادهم في الأقطاب والأولياء المتصرفين في الكون، وأنه لا يكون شيء إلا بأمرهم، من هنا يعلم أن غلوهم في المقبورين له أهدافه السياسية الخطرة.
كثيرا ما يتمثل الصوفية بقول قائلهم:
ملوك على التحقيق ليس لغيرهم
من الملك إلا رسمه وعقابه (?).
قال الدباغ عن قدرة الأقطاب (علية الأولياء): " فهم الذين يتصرفون فيه وفي أهله، وفي خواطرهم وما تهمس به ضمائرهم، فلا يهمس في خاطر واحد منهم بشيء إلا بإذن أهل التصرف " (?).
فإذا كان الولي يقول للشيء كن فيكون، ويخلق الطفل في بطن أمه من غير أب (كما سمعناه جميعا بصوت علي الجفري)، فلا شك أن الصوفي يقدم طاعة الشيخ على ولاة الأمر عند التعارض (?).
(3)
سياسي عقدي
(م): تحول الصوفية عند القدرة من الانقياد الطوعي إلى الانقلاب العسكري.
(تحليل): ولهذا السلوك اتصال مباشر بخلق التقية وبدعة علم الباطن الصوفية كما يأتي، ولذا قال أبو قلابة: "ما ابتدع قوم بدعة إلا استحلوا السيف".
ومن الأدلة الواقعية ما يلي:
محاولة محمد بن عقيل بن يحيى العلوي للترشح لإمارة حضرموت ومحاولة طاهر بن حسين بن طاهر العلوي (الملقب بناصر الدين) بعد مبايعة العلويين له في اقتحام تريم وجعلها عاصمة الدولة الهاشمية عام 1220هـ، وإقامة دولة ابن مقيص في بيت جبير عام 1243هـ، وترشيح أحمد بن علي الجنيد إماما لحضرموت عام 1837م، ومحاولات أخرى خارجية كجزر القمر.
(4)
سياسي عقدي
(م) الصوفية تنقض مبايعة الحكام بمبايعة مشائخ الطرق الصوفية، وتعتبرها أعظم من مبايعة الحاكم وألزم؛ لأنها كمبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم.