اللبن عجب وقال: من أين لكم هذا والشّاة عازبة (?) ولا حلوبة فى البيت؟! قالت: لا والله، إلّا أنّه مرّ بنا رجل مبارك، كان من حديثه كيت وكيت! قال: والله إنّى لأراه صاحب قريش الّذى يطلب (?) .
صفيه لى يا أمّ معبد. قالت: رأيت رجلا ظاهر الوضاءة، منبلج الوجه، حسن الخلق لم تعبه ثجلة (?) ، ولم تزر به صعلة (?) ، وسيم قسيم، فى عينيه دعج (?) ، وفى أشفاره (?) وطف (?) ، وفى صوته صحل (?) ، أحور، أكحل، أزجّ، أقرن (?) . شديد سواد الشّعر، فى عنقه سطع (?) ، وفى لحيته كثافة، إذا صمت فعليه الوقار، وإذا تكلّم سما وعلاه البهاء، وكأنّ منطقه خرزات نظم يتحدّرن، حلو المنطق، فصل، لا نزر ولا هذر، أجهر النّاس، وأجمله من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب، ربعة، لا تشنؤه من طول، ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرا، وأحسنهم قدرا، له رفقاء يحفّون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا إلى أمره، محفود (?) محشود (?) ، لا عابث ولا مفند (?) . قال: هذا والله صاحب قريش الّذى ذكر لنا من أمره ما