وحضر أبي فشكوت له ما حدثَ فقال لَهمْ دعوها ولاَ تجبروها على شَيْء، اتركوها على راحتها ـ وكانت لِي عند أبي معزة خاصَّة ـ لأني ابنته الوسطى؛ فليس لي سوى أختي الكبرى وَأَخٌ يصغرني بكثير، صحيحٌ لم أكن أكذب عليه حين يسألني أصليتِ فأقولُ نعمْ: فقدكنت أقوم وأصلي أمامه عندما يكون موجودا فإذا ذهب إِلى عمله تركت الصلاَة 00!!

وكان أبِي يمكث في عمله من ثلاَثةِ أيامٍ إلَى أربعة، وذات يومٍ طلب أبِي مني أن أرافق أختي ولو لِمرَّة واحدةٍ فإن أعجبني الحال وإلاَ كَانَتِ المَرَّةَ الأولى والأخيرةَ، فوافقت لأنِّي لاَ أَرُدُّ لأبِي طلبا، وانطلقت إلَى روضة القرآن، هناك رأيت وجوها وَضِيئَةً مِن آثَارِ الوُضُوءِ مشْرِقةً بنور الإيمان، وأعينَاً باكيةً لَمْ تدمن النظر إِلى الحرام مثلِي، فتمالَكِنيِّ شعورٌ فياض لاَ أستطيع وصفَه، شعور بالسعادةِ والرهبةِ يخالطه إحساسٌ بالندم والتوبة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015