إِنَّ القَارِئَ بِطَبِيعَتِهِ ضَعِيفُ الكَاهِل، وَلَعَلَّهُ أَمْسَكَ بِالْكِتَابِ لِيَهْرَبَ مِنَ الهُمُومِ وَالمَشَاكِل، لاَ لِيَقْرَأَ فِيهِ عَنهَا؛ فَلَدَيْهِ مَا يَكْفِيهِ مِنهَا؛ وَلِذَا أُضِيفُ وُرَيْقَاتٍ يَسِيرَة، إِلى هَذِهِ الخَاتمَةِ الأَخِيرَة؛ لأَرْسِمَ بهَا الاَبْتِسَامَةَ عَلَى شَفَتَيْه، وَأُقِرَّ بِذَلِكَ عَيْنَيْه، وَأُدْخِلَ السُّرُورَ عَلَيْه 00
وَلَكِنْ يَعَزُّ عَلَيَّ أَنْ تَكُونَ كُلُّ ثَرْوَتِنَا في الآلاَمِ وَالأَحْلاَم، وَأَنْ يَنْقَضِيَ الأَمْرُ عَلَى مجَرَّدِ كَلاَم، عَلَيْكَ يَا أَخِي؛ كُلَّمَا رَأَيْتَ بَاحِثَاً مَوْهُوبَاً، أَوْ عَالِمَاً محْبُوبَاً، وَرَأَيْتَ أَنَّكَ بِهِ مَبْهُور؛ أَنْ تَتَذَكَّرَ أَنَّ في الدُّوَلِ الفَقِيرَةِ أَلْفُ بَاحِثٍ هُوَ أَفْضَلُ مِنهُ غَيرُ مَشْهُور، ادْعُ اللهَ لَهُمْ وَأَنْتَ سَاجِد، وَكُنْ لَهُمْ خَيرَ مُسَاعِد 00