الحَمْدُ للهِ مَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ أَهَمَّ إِليَّ مِنْ ذَلِك، فَإِذَا أَنَا قَضَيْتُ فَاحْمِلُوني ثُمَّ سَلِّمْ فَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّاب، فَإِن أَذِنَتْ لي فَأَدْخِلُوني، وَإِنْ رَدَّتْني رُدُّوني إِلى مَقَابِرِ المُسْلِمِين، وَجَاءتْ أُمُّ المُؤْمِنِينَ حَفْصَةُ وَالنِّسَاءُ تَسِيرُ مَعَهَا، فَلَمَّا رَأَيْنَاهَا ـ أَيْ نحْنُ الرِّجَالُ ـ قُمْنَا، فَوَلَجَتْ عَلَيْهِ فَبَكَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً وَاسْتَأْذَنَ الرِّجَال، فَوَلَجَتْ دَاخِلاً لَهُمْ، فَسَمِعْنَا بُكَاءهَا مِنَ الدَّاخِلِ فَقَالُواْ: أَوْصِ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ اسْتَخْلِفْ، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَا أَجِدُ أَحَدَاً أَحَقَّ بهَذَا الأَمْرِ مِنْ هَؤُلاَءِ النَّفَرِ أَوِ الرَّهْطِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ: