وثانياً: المؤاخذة جرت بعد أن تاب آدم عليه السلام وأناب كما هو في صريح القرآن، بينما الاحتجاج بالقدر هو لتمرير وتسويغ المعصية بحجة أن الله هكذا كتب علينا، فشتان بين الأمرين.

مداخلة: يا شيخ اليوم الناس إذا حدث لإنسان شئ بدون فعله، يقول: هذا قضاء وقدر، ليس هناك تعبير آخر بدل هذا التعبير؟ يعني مثلاً إنسان عمل حادث بدون قصد نقول له: قضاء وقدر ...

الشيخ: كله قضاء وقدر.

مداخلة: هو كله قضاء وقدر، لكن هل يوجد تعبير آخر نقوله؟

الشيخ: لا يوجد، لكن المهم أن المسلم إذا ارتكب فاحشة أن لا يحتج بالقدر، لكن كل شيء يقع فهو بقدر الله وقضائه ولا شك ولا ريب أبداً.

مداخلة: الذي يقع علينا غصباً عنا كما يقولون.

الشيخ: كله قدر، لكن بين قدر وقع على الإنسان ويؤاخذ به، وبين قدر يقع للإنسان ولا يؤاخذ به، كما نعلم جميعاً التفريق بين قتل العمد وقتل الخطأ، فقتل العمد يؤاخذ عليه الإنسان في الدنيا والآخرة، أما قتل الخطأ فلا يؤاخذ إلا في الدنيا دون الآخرة، وهكذا كل المعاصي إما أن تقع باختيار الإنسان فهو يؤاخذ وذلك مقدر عليه بلا شك، وإما أن يقع رغم أنفه وبدون اختياره فهو لا يؤاخذ على ذلك.

"الهدى والنور" (221/ 00:53:41)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015