[قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية]:
ومن أدلة القائلين ببقائها [أي النار] وعدم فنائها: قوله: {وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ}. {لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ}. {فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا}. {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}. {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ}. {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}. {وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ في سَمِّ الْخِيَاطِ}. {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا}. {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا}، أي مقيماً لازماً.
وقد دلت السنة المستفيضة أنه يخرج من النار من قال: " لا إله إلا الله "، وأحاديث الشفاعة صريحة في خروج عصاة الموحدين من النار، وأن هذا حكم مختص بهم، فلو خرج الكفار منها لكانوا بمنزلتهم، ولم يختص الخروج بأهل الإيمان، وبقاء الجنة والنار ليس لذاتهما، بل بإبقاء الله لهما.
[فعلق الإمام قائلاً]:
قلت: وهذه الأدلة قاطعة في بقاء النار وأهلها فيها من الكفار, بخلاف أدلة القول الذي قبله [أي القول بفنائها] , فليس فيها شيء صريح, كما بسطه الإمام الصنعاني في "رفع الأستار", فكن رجلاً يعرف الحق بدليله وليس بالرجال, فكل أحدٍ يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -.
"تحقيق شرح العقيدة الطحاوية" (ص 430).