ارتداد من ذاك القول إلى ما هو صواب، فنار المشركين لا تفنى؛ لأن الله يقول: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا} (الحج:22) فنار المشركين وعذابهم فيها إلى أبد الآبدين ولا نهاية لذلك، وهذه كلمة لا ينبغي أن يغتر بها المسلمون الذين يقدرون علم الشيخ أو الشيخين ابن تيمية وابن القيم الجوزية، وبخاصة حينما وجدنا هذه الكلمة التي تدفع الإشكال أو الشبهة من أنه يفرق بين نار العصاة وبين نار المشركين فنار العصاة هي التي تفنى، أما نار المشركين فهي تبقى كما يبقى نعيم المؤمنين.
مداخلة: إذاً هذا القول الصواب إن نار الموحدين تفنى.
الشيخ: طبعاً؛ لا بد لأنه لا يخلد في النار موحد أبداً. نعم.
"الهدى والنور" (188/ 00:53:29)
عن عمر رضي الله عنه، أنه قال: «لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج، لكان لهم على ذلك وقت يخرجون فيه».
[ضعفه الإمام وذكر تصحيح ابن القيم له مبينًا خطأه ثم قال]:
سامح الله ابن القيم وغفر له, فإنه بتصحيحه لمثل هذا الأثر عن عمر رضي الله عنه يفتح باباً كبيراً لبعض الفرق الضالة يلجؤون فيه إلى تأييد ضلالهم, كالقاديانية, فإن من خِلَالهم (?) القول بفناء النار, وانتهاء عذاب الكفار.
"تحقيق شرح العقيدة الطحاوية" (ص 429).