صفتها كذا وكذا .. ما أنا عليه السلام وأصحابي؟ ليس عنده طريق إطلاقاً إلا عقله؛ ولذلك بدأ بفلسفة الإنسانية المشتركة وإلى آخره والعقل؛ لأن هنا يوجد مجال .. فعلاً أنا أسال سؤال وهو لا يستطيع إلا أن يجيب بما أجاب صاحبه الذي كان متستراً، فلما سألناه أن عقلي مختلف عن عقلك فهل هناك عقل موحد نعود إليه؟ اعترف لا، إذاً: كل عاقل يتكلم بما يشاء ولا يمكن أن نعقله .. العقل مشتق كما تعلمون من العقل فما دام العقول مختلفة، إذاً بمعنى: نعقله بأي وسيلة نعقله؟ ليس عندنا إلا النص القرآني: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ في شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} (النساء:59) رجعنا إلى الرسول في معرفة الفرقة الناجية؟ لا، هذا حديث ليس صحيح، تركناه جانباً .. «وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فماذا نفعل يا رسول الله؟ قال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين .. » ما هو طريق معرفة ما كان عليه الخلفاء الراشدون؟ هو طريق الإسناد، هو ليس عنده هذا الطريق، ما هو طريقه؟ لا طريق أبداً، هو رجل تتقاذفه الأمواج والرياح العاصفة فمرة هكذا ومرة هكذا.
فإذاً: لازم المسلم يسير على سبيل المؤمنين، فسبيل المؤمنين مجمعون لا خلاف بينهم أن طريق تلقي الحديث عن الرسول عليه السلام هو ما جرى عليه أهل السنة، والمعتزلة والخوارج كلهم يرجعون إلى الإسناد، أما هذا معتزلي آخر الزمان فلما تأمل وجد أن دراسة هذا الطريق صعب جداً ولذلك تجد أكثر علماء المسلمين لا يستطيعون أن يميزوا الصحيح من الضعيف؛ لأنه يحتاج إلى دراسة مديدة وطويلة معرفة مصطلح الحديث وتراجم رجال الحديث وهم بالألوف المؤلفة كما ربما عرفت حتى هذه اللحظة، فإذاً: ليس عنده إلا أفكار طائشة وليست هي بالتي تستحق أن تسمى بالأوهام فضلاً أن تكون حقائق علمية.