ينسبون إليها فيقال عنهم: القاديانيون، هذا الرجل اسمه ميرزا غلام أحمد القادياني، يؤمن بالكتاب والسنة، لكنه لا يؤمن بالكتاب والسنة، أظن يسهل عليكم أن تفهموا هذا الكلام المتناقض ظاهراً، هم يؤمنون بالكتاب والسنة ولكنهم لا يؤمنون بالكتاب والسنة. كيف هذا؟
يؤمنون بألفاظ الكتاب والسنة، ولكنهم لا يؤمنون بحقائق معانيها، واللفظ كما نعلم جميعاً، الألفاظ هي قوالب المعاني، فهي وسيلة للتعبير عما في نفس المتكلم، وليس اللفظ هو المقصود بالذات كما قيل قديماً:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما ... جعل اللسان على الفؤاد دليلاً
فإذا آمن مؤمن بكلام الله عز وجل، لكنه حرفه عن المعنى الحقيقي، فهو آمن باللفظ وكفر بالمعنى.
إذاً: هو كفر بحقيقة الآية وإن آمن بلفظها، فهناك الآية الكريمة: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (الأحزاب:40)، هل كفروا بهذه الآية؟ لا ما كفروا، بل كفروا. عرفتم الآن؟
لِمَ؟ لأنهم فسروا {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} بغير المعنى الذي تلقاه الخلف عن السلف، ووصل إلينا تفسير الآية بالتواتر من أحاديث الرسول عليه السلام، من تفسير الصحابة والتابعين إلى أن جاء المعنى الصحيح مدوناً في كل كتب المسلمين عقيدةً وحديثاً وتفسيراً، {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} أي: آخرهم.
فماذا قال هؤلاء الضالون؟
آمنوا، ما أنكروا أن الله قال: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} قالوا: أي