"كذاب". وقال ابن حبان: "يروي الموضوعات عن الأثبات".
قلت: والسند إليه مظلم، فيه من لا يعرف.
الحديث السابع: عن أنس، وله عنه لفظان بطريقين:
الأول بلفظ: «» من زارني محتسباً كنت له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة».
وفي إسناده سليمان بن يزيد الكعبي، قال أبو حاتم: "منكر الحديث".
ثم هو منقطع، لأن الكعبي هذا لم يسمع من أنس.
والآخر بلفظ: ما من أحد من أمتي له سعة ثم لم يزرني فليس له عذر".
وهذا موضوع، في سنده سمعان بن المهدي، قال الذهبي:
"ولا يكاد يعرف، ألصقت به نسخة مكذوبة رأيتها، قبح الله من وضعها".
قلت: وإسناده إليه ظلمات بعضها فوق بعض، وليس فيه ذكر القبر أيضاً.
الحديث الثامن: عن رجل عن بكير بن عبد الله مرفوعاً:
«من أتى المدينة زائراً وجبت له شفاعتي يوم القيامة».
وهذا باطل كما قال ابن عبد الهادي، وإسناده مرسل أو معضل، وفيه الرجل المبهم، وليس فيه ذكر القبر.
قلت: هذه هي الأحاديث التي أشار إليها الدكتور البوطي، وتلك طرقها التي زعم أن الحديث يرتقي بمجموعها إلى درجة القوة! دون أن يجري أي دراسة حولها -لو كان يستطيعها- ليعلم شدة ضعفها وتنافر متونها، فيحول ذلك بينه وبين الزعم المذكور. ولكن إذا كان لا يستطيع تلك الدراسة، فهل لا يحسن التقليد