جامع الزيتونة، وألقى في نادي قدماء الصادقية سنة 1906 محاضرة عنوانها: "الحرية في الإسلام".

عين مدرساً مالكياً للعلوم الدينية والعربية من الطبقة الثانية بالجامع المذكور، بواسطة مناظرة (23 جمادى الثانية 1325 - 3 أوت 1907). وفي العام الموالي عُين أيضاً أستاذاً بالمدرسة الصادقية. وفي الأثناء رفض عرضاً بأن يكون عضواً بالمحكمة المختلطة. درّس كذلك الأدب والإنشاء العربيين في الجمعية الخلدونية (1908)، وحاضر وسامر فيها وفي نادي جمعية قدماء الصادقية. وكانت المواضيع التي تناولها في محاضراته ومسامراته أدبية ولغوية، ومن تلك المحاضرات: "حياة اللغة العربية" ألقاها سنة (1327 - 1909) في الخلدونية، ونشرها بتونس في العام نفسه، و"حياة ابن خلدون"، و"الدعوة إلى الإصلاح". انتخب نائب رئيس الجمعية الخلدونية سنة 1910. وفي خلال ذلك أخذ يكتب المقالات في مختلف شؤون البلاد إلى جانب قرض الشعر.

لاقى بجامع الزيتونة تهوينًا من شأنه سدّ في وجهه باب التدرج في المناصب العلمية؛ إذ فشل في مناظرة التدريس من الطبقة الأولى (1330 - 1912)، فحزّ في نفسه أن يُحرم من النجاح بسبب المحاباة المسيطرة على الحياة العلمية في البلاد، وضاق بالقمع الذي سُلِّط على البلاد بعد حوادث الجلاز والترام، فتاقت نفسه إلى الهجرة، استقال من التدريس، ورحل إلى الشرق يوم الخميس (4 شعبان 1330 - 18 جويلية 1912)، فزار مالطة، والإسكندرية، والقاهرة؛ حيث التقى بالشيخ محمد رشيد رضا، وبورسعيد ويافا وحيفا ودمشق. استقر مدة قصيرة مع إخوته الذين سبقوه إلى الشام قبل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015