الثالثة عشرة، انتقلت عائلته إلى تونس (أواخر 1306 - 1888)، فأتم تعلمه الابتدائي وحفظ القرآن الكريم. التحق بجامع الزيتونة (1307 - 1889)، وحصل على شهادة التطويع (1316 - 1898) من أساتذته الشيوخ: سالم بوحاجب في "صحيح البخاري"، وعمر بن الشيخ، ومحمد النجّار (في التفسير). درّس متطوعاً في العام الموالي لتخرجه، وواصل التعلّم. يقول ابن أخيه علي الرّضا الحسيني: إنه حصل كذلك على الشهادة العالمية في العلوم الدينية والعربية، ولكن هذه الشهادة لم تُحدَث إلا في أوائل سنة 1933. وأرفع شهادة كان يُسَلّمها جامع الزيتونة -حتى ذلك العهد - هي (التطويع).
رحل إلى طرابلس الغرب (1317 - 1899)، وزار الجزائر مرة أولى (1312 - 1899)، ثم ثانية (من 5 إلى 15 رمضان 1322، من 12 إلى 23 نوفمبر 1904).
أصدر مجلة "السعادة العظمى" في (16 محرم 1322 - أفريل 1904)، وهي "مجلة علمية أدبية إسلامية نصف شهرية"، وكانت أول مجلة تصدر بتونس باللغة العربية، وقد أبرز منها واحداً وعشرين عدداً، ثم أوقفها في ذي القعدة (1322 - 1905)، بعد أن طالبت هيئة النظّارة العلمية بجامع الزيتونة الحكومة بتعطيلها.
تولى القضاء الشرعي في مدينة "بنزرت"، كما تولى الخطابة والتدريس بجامعها الكبير، بضعة شهور (1905 - 1956)، ولكن القضاء لم يرقْه؛ إذ حال بينه وبين الدعوة إلى الإصلاح، فاستقال، وعاد إلى تونس حيث كلف بالإشراف على تنظيم المكتبة بجامع الزيتونة (1906)، ودرّس متطوعاً في