هاهُنا شَمْسُ عُلومٍ غَرَبَتْ ... بَعْدَ أنْ أبْلَتْ "بِتِرْشِيشَ" ضُحاها (?)
بِفُؤادي لَوْعَةٌ مِنْ فَقْدِها ... كُلَّما أَذْكُرُهُ اشْتَدَّ لَظاها
فَقِفا لَمْحَةَ طَرْفٍ نقتَني ... عِبَراً مِنْ سِيرَةٍ طابَ شَذاها
أَيُّها الرَّاحِلُ قَدْ رَوَّعْتَنا ... بِفِراقٍ حَرَمَ الْعَيْنَ كَراها
لَكَ نَفْسٌ سَرَّحَتْ هِمَّتَها ... في مَراعي الْعِلْمِ مِنْ عَهْدِ صِباها
صاعَرَتْ لِلَّهْوِ خَدًّا وَرَأَتْ ... في ذُرى الْعَلْياءِ أَهْدافَ هَواها
تَتَباهى الْبيضُ في يَوْمِ الوَغى ... بِظُباً مُرْهَفَةٍ لا بِحُلاها (?)
وحِجاً أَشْرَفَ مِنْ عَلْيائِهِ ... يَجْتَلي زُهْرَ الدَّيَاجي وسُهاها (?)
غِبْتُ في ذِكْرى لَيالٍ غَضَّةٍ ... وَثَبَ الدَّهْرُ عَليْها فَطَواها
إذْ رُبى "نَفْطَةَ" تُزْهى في حُلى ... زَهْرِها الرَّيَّانِ مِنْ خَمْرِ نَداها (?)
وظِلالٍ بَيْنَ دَوْحٍ ناضِرٍ ... ونُهورٍ يَبْهَرُ الكَأْسَ صَفاها
وطُيورُ الأَيْكِ في أَغْصانِها ... تَخْطَفُ السَّمْعَ بِأَنْغامِ لُغاها (?)
بَيْنَ هاتيكَ الرُّبى لَقَّنْتَنا ... أدَبَ الْعُرْبِ كِتاباً وَشِفاها