هو أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي.
ولد في "طوس" سنة 445، وتلقى العلم في بداية أمره على الأستاذ أحمد بن محمد الراذكاني، ورحل إلى "جرجان"، فأخذ عن الأستاذ أبي نصر الإسماعيلي، وعاد إلى "طوس"، فمكث بها نحو ثلاث سنين، وسافر إلى "نيسابور"، فاختلف إلى دروس إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك ابن أبي محمد الجويني، وصرف همته في طلب العلم، فظهر نبوغه في أقرب وقت، وصار من الأعلام المشار إليهم بالبنان في حياة أستاذه إمام الحرمين، ولم يزل ملازمًا له إلى أن توفي سنة 478.
وخرج أبو حامد من نيسابور إلى "العسكر" حيث يقيم الوزير نظام الملك، فعرف الوزير قدره، وأقبل عليه باحتفاء، وصار فيمن يحضر مجالس الوزير من أفاضل العلماء، وظهر علمه، وعلا ذكره، فولاه التدريس بمدرسته النظامية ببغداد سنة 484، فانتقل إلى بغداد، وأقبل على التدريس، فامتلأت قلوب أهل العراق بالإعجاب به، وسمت عندهم مكانته، وصار بعد إمامة خراسان إمام العراق، ولم يكن منه إلا أن نبذ الدنيا وراء ظهره، ولاذ بالزهد سنة 488، فرحل من بغداد إلى الحجاز، فأدى فريضة الحج، وتوجه إلى