أمور الرعية، وكف الأيدي العادية ما كان لملك الحبشة.
في شهر رجب من سنة خمس من البعثة، هاجر طائفة من المسلمين إلى الحبشة، ومن هذه الطائفة: عثمان بن عفان، وزوجه رقية بنت النبي - صلى الله عليه وسلم -، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن مظعون، ثم التحق بهؤلاء المهاجرين جماعات من الرجال والنساء، واجتمعوا بأرض الحبشة آمنين على أنفسهم، منقطعين إلى عبادة ربهم.
خرج أولئك المسلمون متسللين في خفية، يقصدون الساحل، فوجدوا - بتوفيق الله- عند انتهائهم إلى مكان يقال له: "الشعيبة" (?) سفينتين تجاريتين (?)، فركبوهما وراية النجاة تخفق على رؤوسهم. وبلغ خبر سفرهم كفار قريش، فخرجوا في أثرهم حتى بلغوا الساحل، ولم يظفروا منهم بأحد.
أقام المسلمون المهاجرون بأرض الحبشة في حسن حال وراحة بال، ويدرك قيمة هذه النعمة من ابتلي بأيد قاسية، تبسطها حميَّة جاهلة، وأهواء غالبة، فجعل الله له من ذلك الاضطهاد مخرجاً.
وقد نظم بعض شعرائهم قصائد يصفون بها حال خلاصهم من قريش،