في إحصاءٍ أَجْرَتْه منظمةُ الصحةِ العالميةِ، كان الرقمُ مخيفاً، ثلاثمئة مليون إنسانٍ مصابٍ بأمراضِ القذارةِ، والمسلمون على نحو عفويٍ، عن علمٍ، أو عن غيرِ علمٍ، ما داموا يتوضؤون فَهُم ناجون من أمراضِ القذارةِ، لأنّ الوضوء يسبِّبُ الوقايةَ مِن هذه الأمراضِ.
لذلك قالوا: الانتفاعُ بالشيءِ ليس أحدَ فروعِ العلمِ به، يعني من الممكنِ أنْ تتوضأَ مؤدِّياً للطاعةِ، فتقطفَ ثمارَ الوضوءِ التي تعلمُها، والتي لا تعلمُها، وأنت لا تعلمُ، فيكفي أن تنصاعَ لأمرِ اللهِ عز وجل معتقداً أنّ أمْرَ الله سبحانه وتعالى خيرٌ مطلقٌ، وعندئذ تقطفُ ثمارَ هذا الأمرِ.
حينما يطبِّق الإنسانُ منهجَ اللهِ عز وجل فهو في خيرٍ ما بعدَه خيرٌ، وهو في سعادةٍ ما بعدها سعادةٌ، وهو في وقايةٍ ما بعدها وقايةٌ، وهو في أمنٍ ما بعدَه أمنٌ، إنّ الخيرَ كلَّه، والفوزَ كلَّه، والنجاحَ كلَّه، والتفوقَ كلَّه، والعقلَ كلَّه في طاعةِ اللهِ عز وجل، قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب: 71] .
رأَى العلماءُ أنَّ في الصومِ وقايةً وعلاجاً مِن أمراضٍ كثيرةٍ، فبعضُ الأمراضِ المستعصيةِ قد يكونُ علاجُها في الصومِ؛ كالتهابِ المعدةِ الحادِّ، وإقياءِ الحملِ العنيدِ، وبعضِ أنواعِ داءِ السكرِي، وارتفاعِ التوترِ الشريانيِّ، والقصورِ الكلويِّ الحابسِ للملحِ، وخُنَّاقِ الصدرِ، والالتهاباتِ الهضميةِ المزمنةِ، وحصياتِ المرارةِ، وبعضِ الأمراضِ الجلديةِ.
الصومُ علاجٌ لبعضِ الأمراضِ، ولكنّه إذا طُبِّقَ كما شَرَعَهُ النبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ فهو وقايةٌ مِن أمراضٍ كثيرةٍ.