لذلك عوْدٌ على بدءٍ، انطلاقاً من أنَّ الإنسانَ مفطورٌ على حبِّ وُجودِه، وعلى سلامةِ وجودِه، وعلى كمالِ وُجودِه، وعلى استمرارِ وُجودِه فعليهِ بطاعةِ اللهِ، وعليهِ بِتطبيقِ منهجِ اللهِ، قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب: 71] .
في بحثٍ علميٍّ أجراه عددٌ من أساتذةِ كليةِ الطبِّ في بلدٍ عربيٍّ مسلمٍ قَرَّرَ هؤلاء الباحثون أنّ الإنسانَ الذي يتوضأُ في اليومِ خمسَ مراتٍ، ينظفُ أنفَه من الجراثيمِ، والأتربةِ، والمعلّقاتِ، وقالوا: "إنّ الذي لا يتوضأُ يتعرَّضُ أنفُه لعددٍ من الجراثيمِ قد يصلُ عددُها إلى أحدَ عشرَ جرثوماً".
وإنّ الوضوءَ يكفلُ للمتوضئ الوقايةَ من نموِّ الفطرياتِ بينَ أصابعِ القدمينِ، كما يمنعُ إصابةَ الجلدِ بالالتهاباتِ، والتقيحاتِ، والتجمعاتِ الصديديةِ، ويقلِّلُ من احتمالِ حدوثِ سرطانِ الجلدِ؛ لأنه يزيلُ الموادَ الكيماويةَ قبلَ أن تتراكمَ، وقبلَ أنْ تتجمعَ على سطحِ الجلدِ، لذلك فهذه حقيقةٌ ثابتةٌ أنّ الإصابةَ بسرطانِ الجلدِ تقلُّ في البلادِ الإسلاميةِ.
كذلك دلكُ الأعضاءِ ينبِّه الدورةَ الدمويةَ، فينشطُ تغذيةَ الأعضاءِ بالدمِ، وبذلك تزدادُ حركةُ الدماءِ إلى المخِّ والكليتينِ، ويخفِّفُ الوضوءُ من اختناقِ الجهازِ العصبيِّ المركزيِّ فينشِّطُ الذاكرةَ، والإسلامُ كما تعلمون اشترطَ لصحةِ الصلاةِ طهارةَ البدنِ، وطهارةَ الثوبِ، وطهارةَ المكانِ معاً، فَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيْمَانِ، وَالْحَمْدُ للهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ تملأان، أَوْ تَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ، وَالصَّلاَةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو؛ فَبَايِعٌ نَفْسَهُ، فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوْبِقُهَا".