وبعضُ الحيتانِ، ولها اسمٌ غريبٌ، على جسمِها صفٌّ متصلٌ من المصابيحِ كبعضِ الشاحناتِ التي نراها في الطرقاتِ ليلاً.
وبعضُ هذه الأسماكِ يستخدمُ إطفاءَ الأضواءِ أحدَ وسائلِ الدفاعِ عن ذاتِها، فإذا اقتربَ منها عدوٌّ أطْفَأَتِ الأنوارَ، وغابتْ عن الأنظارِ.
أغْربُ شيءٍ في هذا الموضوعِ العلميِّ أنّ الإنسانَ حينما يولِّدُ الضوءَ عن طريقِ استهلاكِ الطاقةِ، يُسْتهلَكُ جزءٌ كبيرٌ من الطاقةِ على شكلِ حرارةٍ لا يحتاجها، وهذه الحرارةُ طاقةٌ مهدورةٌ، لذلك ما مِن تَأَلُّقِ مصباحٍ إلاّ وفيه حرارةٌ كبيرةٌ جداً، هذه الحرارةُ طاقةٌ مهدورةٌ، إلا أنّ الأسماكَ تصدرُ هذه الأضواءَ دونَ أن يسخُنَ جسمُها أبداً.
يقولون: إنّ في البحارَ مليونَ نوعٍ من الأسماكِ، وإن في البحارِ تنوعاً في المخلوقاتِ يدهشُ العقولَ، وهذا كلُّه من خلقِ اللهِ، وهذا كلُّه مُسَخَّرٌ للإنسانِ، وهذا الإنسانُ الذي سُخِّرَتْ له كلُّ هذه المخلوقاتِ في غفلةٍ عن ربِّه، قال تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السماوات السبع والأرض وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولاكن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً} [الإسراء: 44] .
فهذه المخلوقاتُ تسبِّح ربَّها، وأمّا الإنسانُ الذي سُخِّرَتْ له كلُّ هذه المخلوقاتِ فهو في غفلةٍ عن ربِّه من جهةٍ، وفي معصيةٍ له من جهةٍ أخرى.
جاء في مقدّمةِ موسوعةٍ علميةٍ عملاقةٍ عن الطيرانِ: "إنه ما مِن طائرةٍ صَنَعَها الإنسانُ، ترتقِي إلى مستوى الطيرِ، أو تجرُؤُ على أنْ تقتربَ منه".
فالطيورُ التي خَلَقَها اللهُ سبحانه وتعالى آيةٌ من آياته، وقد وَصَفَها عز وجل بقوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطير فَوْقَهُمْ صافات وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرحمان إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} [الملك: 19] .