هذا الثعبانُ طولُه يزيدُ على مترين، وأربعةُ أخماسِ جسمِه مليئةٌ بأجهزةِ توليدِ الكهرباءِ وتخزينِها، وتُحشرُ مَعِدته وأعضاؤُه الحيويةُ في القسمِ الأمامي من جسمِه.
وله ثلاثةُ أزواجٍ من المُوَلِّداتِ الكهربائيةِ، وكلُّها مجهَّزةٌ بألواحٍ تؤدِّي الوظيفةَ نفسَها التي تكونُ للتخزينِ في السيارةِ، مرصوفةٍ بعضها إلى جانبِ بعضٍ، كلُّ مولِّد معه من ثلاثينَ إلى ستّةٍ وثلاثين لوحاً لتخزينِ الكهرباءِ.
ليس في المخلوقاتِ كلِّها إلا ستةُ أنواعٍ توِّلدُ الطاقةَ الكهربائيةَ، وجميعُ هذه الأنواعِ من الأسماكِ، وثعبانُ الماءِ الكهربائيُّ يعطي تياراً كهربائيّاً يصلُ إلى خمسمئة فولط، وكلكم يعلمُ أنّ البيوتَ فيها 110، أو 220 فولطاً، ومع ذلك تسبِّب صدمةً، وقد تكون قاتلةً، ولكنّ هذا الثعبانَ يطرحُ تياراً شدَّتُه خمسمئة فولطٍ.
الثعبانُ الكهربائيُّ يولِّدُ أقوى تيارٍ، حيث يصلُ إلى عدةِ مئاتٍ من الفولت.. أما الشيءُ الغريبُ فهو أنّ هذا الثعبانَ يتحكَّمُ في قوةِ التيارِ، فإذا أرادَ أنْ يهدِّد حيواناً بالابتعادِ عنه فإنه يرسلُ إليه تياراً ضعيفاً من أضعفِ مولِّداتِه الكهربائية - البطارية الضعيفة - وإذا أراد أنْ يحدِّدَ موقعَ حيوانٍ عدوٍّ فإنه يرسلُ إليه تياراً ضعيفاً، ويرجعُ التيارُ منعكساً على الحيوانِ كفعلِ الرادارِ تماماً، فمن خلالِ التيارِ الضعيفِ يعرفُ موقعَ العدوِّ، أو يحذِّرُ العدوَّ، أما إذا أرادَ قتلَ العدوِّ فإنّه يعطِيه التيارَ القويَّ، فهذا الثعبانُ يتحكّمُ في شدّةِ التيارِ.
إنّ صدمةً واحدةً من التيارِ القويِّ تكفي لقتلِ عدوٍّ له بحجمِ إنسانٍ، وتكفي لإحداثِ صدمةٍ ربما تكون مُميتةً في عدوٍّ بحجمِ الفرسِ، لشدةِ هذا التيارِ.
ثمّةَ أنواعٌ أخرى من الأسماك التي تولِّدُ التيارَ الكهربائيَّ، بعضُ هذه الأسماكِ جسمُه مُكَهْرَبٌ، فإذا أَمْسَكَهُ الإنسانُ أُصِيبَ بصدمةٍ كهربائيةٍ، فيضطرُّ إلى إطلاقِه، هذا نوعٌ من الأسماكِ.
وبعضُ هذه الأسماكِ لها القدرةُ على إشعالِ أضواءٍ وإطفائِها، على جسمِها مصابيحُ تتألّقُ وتنطفئ، وبعضُ هذه الأسماكِ يبعثُ ضوءاً أحمرَ تارةً، وأبيضَ تارةً، وأزرقَ تارةً أخرى.