إذا حَرَّمَ اللهُ سبحانه وتعالى شيئاً كان هناك علةٌ علميةٌ بين النتائج وعلّةِ التحريمِ، فأيُّ لحمٍ مليءٍ بالديدانِ واليرقاتِ لو طبَخْتَه طبخاً عادياً، أو شويته شيّاً عادياً، فإنّ هذه اليرقاتِ لا تموتُ، لذلك حينما تشيعُ الأمراضُ في بعضِ البلادِ التي تأكلُ لحمَ الخنزيرِ، كان ذاك شيئاً طبيعيّاً جداً، بل إنَّ ستَّ حالاتِ وفاةٍ، إحداها من هذه الدودةِ التي تعيشُ في خلايا الخنزيرِ.
شيءٌ آخرُ، إنّ الدهونَ التِي في هذا الحيوانِ فيها نسبةٌ عاليةٌ من الكولسترول، لذلك فإنّ الذبحة القلبيةَ، وتصلُّبَ الشرايينِ تزدادُ ثمانيةَ أضعافٍ في الدولِ التي تأكل هذا اللحمَ، وتقلُّ في الدولِ التي لا تأكلُ هذا النوعَ من اللحمِ.
أردتُ من هذه المقالةِ التي نُشِرَتْ في مجلةٍ أنْ يعرفَ المسلمُ لماذا حَرَّمَ اللهُ عليه لحمَ الخنزيرِ؟ والمقالةُ طويلةٌ، تنطوي على تفصيلاتٍ كثيرةٍ، ولكن أتيت على بعضِ ما فيها من فقراتٍ.
إنّ اللهَ عزَّ وجل حَرّم الخبائثَ، وأحلَّ الطيباتِ، فالشيءُ التي تطيبُ النفسُ به حلالٌ، والشيءُ الذي يتلِفُ الجسَدَ، أو يذهبُ العقلَ فهو حرام.
وعلى كل فإن علّةَ أيِّ أمرٍ إلهيٍّ أنّه أمرٌ إلهيٍّ وكفى، فبَعدَ جدالٍ طويلٍ بينَ عالِمَيْنِ مسلمَيْن حوْلَ حكمةِ تحريمِ لحمِ الخنزيرِ قال الأكثرُ فقهاً: يكفيك من هذا الجدلِ الطويل أن تقولَ لي: إنّ اللهَ حرّمه.
مِن عجائبِ المخلوقاتِ حيوانٌ من الحيواناتِ التي تعيشُ في الصحارى، هذا الحيوانُ له رِجلانِ طويلتان، يقفزُ بهما كما يقفزُ حيوانُ أستراليا الكنغر، ولِذَنبِه خصلةٌ من شَعرٍ يستطيعُ به في أثناءِ قفزتِه أنْ يحوّلَ اتِّجاهه، وهو في الهواءِ كَذَيْلِ الطائرةِ تماماً، هذا الحيوانُ فيه ظاهرةٌ عجيبةٌ، حيوانٌ كأيِّ حيوانٍ، له جهازُ هضْمٍ، وله جهازُ دورانٍ، وفيه سوائلُ كثيرةٌ، ولكنَّ هذا الحيوانَ لا يتناوَلُ قطرةَ ماءٍ في كلّ حياتِه، واللهُ سبحانه وتعالى يقول: {وَجَعَلْنَا مِنَ المآء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء: 30] .