والشمسُ لن ترتطمَ بالقمرِ، ودورةُ الأرضِ حولَ نفسِها ثابتةٌ، وطولُ الليلِ لا يتغيَّرُ، أيْ: التقاويم هيَ هيَ لآلاف السنين بعد مئة عام يقال لك: في يوم 17 نيسان مثلاً من عام (3000) تشرقُ الشمسُ الساعةَ السادسة ودقيقتين، ما معنى ذلك؟ قال تعالى: {وَلاَ اليل سَابِقُ النهار وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} .
دورةُ الأرضِ حوْلَ نفسِها ثابتةٌ، وحوْلَ الشمسِ ثابتةٌ، وكلٌّ في فلَكٍ يسبحون، لكنّ علماءَ الذرة دُهِشوا مِن هذه الآية، قال تعالى: {وَلاَ اليل سَابِقُ النهار وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} ، علامَ تعود (كُلٌّ) ؟ هذه الآية تعود على كلِّ شيءٍ خَلَقَه اللهُ عز وجل، فالمنبرُ مثلاً فيه ذراتٌ، وفي الذرّاتِ نتروناتٌ تدورُ حول نفسِها، ونظامُ الذراتِ كنظامِ المجرَّاتِ، وكلُّ شيءٍ تقعُ عليه عينُك مُؤَلَّفٌ مِن جزيئات، والجُزَيْءُ مؤلَّفٌ مِن ذَرّاتٍ، والذرةُ مؤلَّفةٌ من نواةٍ، ومن كهاربَ لها مداراتٌ، ولها سرعةٌ ثابتةٌ، هذه الآية التي تشيرُ إلى الذرة، قال تعالى: {وَلاَ اليل سَابِقُ النهار وَكُلٌّ} ، أي كلُّ شيءٍ خَلَقَه اللهُ: {فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} .
ذراتُ الصخرِ، الحجَرِ، الخشبِ، كأسُ الماءِ، لوحُ البِلَّورِ، الطاولةُ، كلُّ شيءٍ تقعُ عينُك عليه إنما هو جسمٌ مؤلَّفٌ من جزيئاتٍ، والجُزَيْءُ من ذراتٍ، والذرةُ من نواةٍ؛ وكهارب تدور حول النواة.
يقولُ اللهُ تعالى في كتابِه العزيزِ: {يُدَبِّرُ الأمر مِنَ السمآء إِلَى الأرض ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} [السجدة: 5] .